جميع المسلمين بخيرها وشرها وأخص ما تخص عليا ثم بني هاشم؟ أوليس من الجدير بهما أن يوقفاهم على جلية الأمر ليشاركوهما على إطفاء نار الفتنة الذي دعاهما إلى الذهاب إلى مجتمع الأنصار مسرعين؟ ثم لماذا يخص عمر أبا بكر دون الناس ثم أبا عبيدة؟
ليس من السهل الإحاطة بأسرار ذلك التكتم وهذا التخصيص، وهو موضوع بكر لم يقرع بابه الباحثون. ولكنا إذا علمنا أن الجماعة كانوا يلاحظون في علي تلك الأمور التي ذكرناها في البحث السابق فيحذرون أن يستبق إلى بيعته مستبق، نجد منفذا إلى خبايا هذا التكتم ونطمئن إلى أنهم رأوا الأصلح لهم أن يتداركوا الأمر بأنفسهم من دون أن يشيع الخبر وحينئذ يستطيعون أن يهيمنوا على الوضع ولا يقع ما يحذرون، إذ يكبسون على الأنصار اجتماعهم السري في جو هادئ ممن يتحمس لعلي. وهذا التخصيص من عمر يشجعنا على أن ندرك التفاهم السري بينه وبين أبي بكر بل بينهما وبين أبي عبيدة في هذا الشأن بل بينهم وبين سالم مولى أبي حذيفة. ولذلك وجدنا عمر بن الخطاب يأسف عند الموت ألا يكون واحد من هذين " أبي عبيدة وسالم " حيا حتى يجعل الخلافة فيه من بعده، مع أن سالما ليس من قريش.
وإذا كانوا لم يلاحظوا في علي ما قلناه، فمن هو أجدر منه بالإخبار بهذا الأمر ومن أجدر من قومه بني هاشم، وعلي