النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ١٧٥
الإباء، وكادت الفتنة أن تقع لولا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أنا محمد رسول الله، وإن كذبتموني، وأنا محمد بن عبد الله، فاكتب يا علي: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو فكتبها علي متغيضا متزفرا. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لك يا أبا الحسن مثلها أو أنه قال: ستسام يا أبا الحسن مثلها فتجيب وأنت مضطهد (234).
وكان الصلح على أن يرجع رسول الله صلى الله عليه وآله بأصحابه من الحديبية، فإذا كان العام القابل تخرج قريش من مكة فيدخلها رسول الله صلى الله عليه وآله بأصحابه فيقيم بها ثلاثا، وليس معه من السلاح سوى السيوف في القرب، وأن توضع الحرب بينه وبينهم عشر سنين (1) يأمن فيها الناس، ويكف فيها بعضهم عن بعض، وأنه من أحب من العرب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه (2) وأن يكون بين الفريقين عيبة

(٢٣٤) هذه الكلمة من رسول الله صلى الله عليه وآله معدودة عند المسلمين كافة من أعلام النبوة وآيات الإسلام والتفصيل في السيرة الحلبية والدحلانية وغيرهما من كتب السير والأخبار فلتراجع (منه قدس).
راجع: السيرة الحلبية ج ٢ / ٧٠٦ - ٧٠٧، الكامل في التاريخ ج ٢ / 138 ط دار الكتاب العربي، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش الحلبية ج 2 / 177 - 178 ط البهية بمصر.
وقريب منه في: الكشاف ج 3 / 549، الطبقات لابن سعد ج 2 / 97.
(1) وقيل سنتين، وفي رواية صححها الحاكم أربع سنين (منه قدس).
(2) فدخلت خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه وآله وعهده، وكانوا من قبل حلفاء جده عبد المطلب، ودخلت بكر في عقد قريش وعهدها، ثم كان بين خزاعة وبكر حرب أمدت قريش فيه حلفاءها - أعني بني بكر - على حلفاء رسول الله - أعني خزاعة - وبذلك نقضت قريش ما عاهدت عليه رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الحديبية، وبهذا استباح رسول الله صلى الله عليه وآله غزو قريش فكان الفتح المبين والنصر العزيز والحمد لله رب العالمين (منه قدس).
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»