النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ١٧٣
قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر هذا نبي الله حقا؟ قال: بلى. قلت:
ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟. قال: أيها الرجل إنه لرسول الله وليس يعصي ربه (1) وهو ناصره فاستمسك بغرزه، فوالله إنه لعلى الحق. (قال) فقلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى. أفأخبرتك إنك تأتيه العام. (قال) قلت:
لا. قال: فإنك آتيه ومطوف به. قال عمر: فعملت لذلك أعمالا (2).
قال: فلما فرغ - رسول الله صلى الله عليه وآله - من الكتاب - الذي كتب يومئذ في الصلح - قال صلى الله عليه وآله لأصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا (قال): فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات (3) فلما لم يقم منهم أحد دخل خباءه ثم خرج فلم يكلم أحدا منهم بشئ حتى نحر بدنة بيده، ودعا حالقه فحلق رأسه، فلما رأى أصحابه ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا ". (230) الحديث. وأخرجه الإمام أحمد - من حديث المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم - في مسنده.

(١) قول أبي بكر هنا: وليس يعصي ربه دليل على أنه كان عالما بأن رسول الله صلى الله عليه وآله كان مأمورا بالصلح على الذي وقع (منه قدس).
(٢) لا تخفى دلالة كلمته هذه على أن أعماله كانت عظيمة في مصادرة الصلح وبسببها لم يمتثلوا أمره صلى الله عليه وآله إياهم بالنحر حتى أمرهم بذلك ثلاثا كما ستسمعه بالأصل (منه قدس).
(٣) ابتلى الإمام أبو محمد الحسن الزكي السبط سيد شباب أهل الجنة في صلحه مع معاوية بمثل ما ابتلى به جده صلى الله عليه وآله في هذا الصلح وله فيه أسوة حسنة (منه قدس).
(٢٣٠) راجع: صحيح البخاري ك الشروط باب الشروط في الجهاد ج 2 / 122 ط دار الكتب العربية بحاشية السندي و ج 3 / 256 ط مطابع الشعب، مسند أحمد ج 4 / 330 ط 1.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»