النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ١٦٩
رجل يدعى الجد بن قيس الأنصاري (1) دون غيره من أمثاله (226).
[رعب المشركين وطلبهم للصلح] ما بلغ قريشا هذه البيعة - وهي بيعة الرضوان (2) - حتى انخلعت قلوبهم، وملئت صدورهم رعبا، ولا سيما بعد خروج عكرمة بن أبي جهل على المسلمين يومئذ في خمسمائة فارس، فبعث النبي صلى الله عليه وآله - كما في الكشاف - من هزمه

(١) ففي السيرة الحلبية عن سلمة بن الأكوع، قال: بايعنا الرسول على الموت ولم يتخلف إلا الجد بن قيس لكأني أنظر إليه لاصقا بإبط ناقته يستتر بها من الناس (منه قدس).
(٢٢٦) مبايعة الصحابة للرسول ما عدى الجد بن قيس الأنصاري:
راجع: السيرة الحلبية ج ٢ / ٧٠١ ط الحلبي، السيرة النبوية لابن كثير ج ٣ / ٣١٩، الكامل في التاريخ ج ٢ / ١٣٨ ط دار الكتاب العربي، الطبقات لابن سعد ج ٢ / ١٠٠.
(٢) كانت تحت شجرة من سمر فقيل عنها بيعة الشجرة وأضيفت إلى الرضوان لقوله تعالى في شأن المؤمنين من المبايعين يومئذ: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) إلى قوله عز من قائل في آخر السورة عنهم: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما).
بخ بخ طوبى وحسن مآب للمقيمين من هؤلاء على الإيمان والعمل الصالح حتى لقوا ربهم عز وجل اختصهم الله تعالى بالرضا عنهم والثناء العظيم في محكمات القرآن عليهم، ووعدهم - دون غيرهم من المبايعين - بالمغفرة والأجر العظيم. فالآية هذه هي على حد قوله عز وجل في آية أخرى تختص بأمهات المؤمنين (وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما) وهدفها إنما هو الهدف الذي يرمي إليه قوله عز من قائل: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)، وما أغنى أولياء الله عما افتأته لهم المفتئون من أحاديث يضرب بها عرض الجدار بمخالفتها لمحكمات القرآن الحكيم (منه قدس).
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»