الباهلي (1) وكثير بن شهاب وإذا قلة (2) فيها ماء بارد موضوعة على الباب فقال مسلم أسقوني من هذا الماء فقال له مسلم بن عمرو بن أتراها ما أبردها لا والله لا تذوق منها قطرة ابدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم فقال له مسلم ويلك من أنت فقال انا الذي عرف الحق إذا أنكرته ونصح لامامه إذ غششته واطاعه إذ خالفته انا مسلم بن عمرو الباهلي فقال له ابن عقيل لامك الثكل ما أفاك وأفظك وأقسى قلبك أنت يا ابن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم منى ثم جلس فتساند إلى الحائط وبعث عمرو بن حريث وقيل عمارة بن عقبة غلا ماله فاتاه بقلة عليها منديل وقدح فصب فيه ماء فقال له اشرب فاخذ كلما شرب امتلأ القدح دما من فمه فلا يقدر ان يشرب ففعل ذلك مرة أو مرتين فلما ذهب في الثالثة ليشرب سقطت ثناياه في القدح فقال الحمد لله لو كان لي من الرزق المقسوم لشربته وفي ذلك يقول المؤلف من قصيدة يرثى بها مسلما رضي الله عنه يا مسلم بن عقيل لا أغلب ثرى * ضريحك المن هطالا وهتانا بذلت نفسك في مرضاة خالقها * حتى قضيت بسيف البغي ظمآنا كأنما نفسك اختارت لها عطشا * لما درت ان سيقضى السبط عطاشا فلم تطق ان تسيغ الماء عن ظلما * من ضربة ساقها بكر بن حمرانا
(٦٢)