له عبيد الله بن العباس ان من يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثل ما نزل بك لم يبك فقال والله ما لنفسي بكيت ولا لها من القتل ارثي وان كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا ولكني أبكي لأهلي المقبلين إلى أبكي لحسين وآل حسين ثم اقبل على محمد بن الأشعث فقال يا عبد الله اني أراك والله ستعجز عن أماني فهل عندك خير تستطيع ان تبعث من عندك رجلا على لساني ان يبلغ حسينا فأني لا أراه الا وقد خرج اليوم أو هو خارج غدا وأهل بيته ويقول له ان ابن عقيل بعثني إليك وهو أسير في أيدي القوم لا يرى أنه يمسي حتى يقتل وهو يقول لك ارجع فداك أبي وأمي باهل بيتك ولا يغررك أهل الكوفة فإنهم أصحاب أبيك الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل ان أهل الكوفة قد كذبوك وليس لمكذوب رأي فقال ابن الأشعث والله لأفعلن ولا علمن ابن زياد اني قد أمنتك وأقبل ابن الأشعث بابن عقيل إلى باب القصر واستأذن ودخل على ابن زياد فأخبره خبر ابن عقيل وضرب بكر إياه وما كان من أمانه فقال له عبيد الله وما أنت والأمان كأنه أرسلناك لتؤمنه إنما أرسلناك لتأتينا به فسكت وانتهى بابن عقيل إلى باب القصر وقد اشتد به العطش وعلى باب القصر ناس جلوس ينتظرون الاذن فيهم عمارة بن عقبة بن أبي معيط وعمرو بن حريث ومسلم بن عمرو
(٦١)