لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٥٨
يكن الا ساعة حتى امتلاء المسجد من الناس ثم أمر مناديه فأقام الصلاة وأقام الحرس خلفه وأمرهم بحراسته من أن يدخل إليه من يغتاله وصلى بالناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد فان ابن عقيل السفيه الجاهل قد اتى ما قد رأيتم من الخلاف والشقاق فبرئت ذمة الله من رجل وجدناه في داره ومن جاء به فله دينه اتقوا الله عباد الله والزموا طاعتكم وبيعتكم ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلا يا حصين بن نمير وهو صاحب شرطته ثكلتك أمك ان ضاع باب من سكك الكوفة وخرج هذا الرجل ولم تأتني به وقد سلطتك على دور أهل الكوفة فابعث مراصد على أهل الكوفة ودورهم وأصبح غدا واستبرأ الدور وحبس خلالها حتى تأتيني بهذا الرجل ثم دخل القصر وقد عقد لعمر وبن حريث راية وأمره على الناس فلما أصبح جلس مجلسه واذن للناس فدخلوا عليه واقبل محمد بن الأشعث فقال مرحبا بمن لا يستغش ولا يتهم ثم اقعده إلى جنبه وأصبح ابن تلك العجوز فغدا إلى عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فأخبره بمكان مسلم ابن عقيل من أمه فاقبل عبد الرحمن حتى اتى أباه وهو عند ابن زياد فساره فعرف ابن زياد سراره فقال له ابن زياد في جنبه بالقضيب قم فأتني به الساعة فقام وبعث معه قومه لأنه علم أن كل قوم يكرهون ان
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»