لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٦٠
رد شعاع الشمس فاستقرا * كل امرى يوما ملاقي شرا أضربكم ولا أخاف ضرا فقال له محمد بن الأشعث انك لا تكذب ولا تغر ولا تخدع ان القوم بنو عملك وليسوا بقاتليك ولا ضائريك وكان قد أثخن بالحجارة وعجر عن القتال فأسند ظهره إلى جنب تلك الدار فأعاد ابن الأشعث عليه القول لك الأمان فقال آمن انا قال نعم فقال للقوم الذين معه إلى الأمان قال القوم له نعم الا عبيد الله بن العباس السلمي فإنه قال لا ناقة لي في هذا ولا جمل وتنحى فقال مسلم اما لو لم تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم وفي رواية انه لم سمع وقع حوافر الخيل لبس درعه وركب فرسه وجعل يحاربهم حتى قتل منهم جماعة وفي رواية أحد وأربعين رجلا فنادي إليه ابن الأشعث لك الأمان فقال وأي أمان للغدرة الفجرة واقبل يقاتلهم ويرتجز بالابيات المتقدمة فنادوا إليه انك لا تكذب ولا تغر فلم يلتفت إلى ذلك وتكاثروا عليه بعد أن أثخن بالجراح فطعنه رجل من خلفه فخر إلى الأرض فاخذ أسيرا قال الراوي فاتي ببغله فحمل عليها واجتمعوا حوله وانتزعوا سيفه وكأنه عند ذلك يئس من نفسه فدمعت عيناه ثم قال هذا أول الغدر فقال له محمد بن الأشعث أرجو ان لا يكون عليك بأس قال وما هو الا الرجاء أين أمانكم انا الله وانا إليه راجعون وبكي فقال
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»