لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٥٧
فانظروا هم لعلهم تحت الظلال (1) قد كمنوا لكم فنزعوا الأخشاب من سقف المسجد وجعلوا يخفضون بشعل النار في أيديهم وينظرون وكانت أحيانا تضيئ لهم وتارة لا تضيئ كما يريدون فدلوا القناديل وأطنان القصب تشد بالحبال ثم تجعل فيها النيران ثم تدلي حتى تنتهي إلى الأرض ففعلوا ذلك في أقصى الظلال وأدناها وأوسطها فلا يرون أحدا حتى فعل ذلك بالظلة التي فيها المنبر فلما لم يروا شيئا اعلموا ابن زياد بتفرق القوم ففتح باب السده (2) التي في المسجد ثم خرج فصعد المنبر وخرج أصحابه معه وأمرهم فجلسوا قبيل العتمة (3) وامر عمر بن نافع فنادي الا برئت الذمة من رجل من الشرط (4) أو العرفاء (5) والمناكب (6) أو المقاتلة صلى العتمة الا في المسجد فلم

(1) الظلال بالكسر جمع ظلة والظلة بالضم مهيئة الصفة والصفة بناء في الدار معروف " منه " (2) السدة بالضم سقيفة امام باب الدار وما يبقى من الطاق المسدود وسدة المسجد الأعظم ما حوله من الرواق قالوا والسدة باب الدار والبيت يقال رأيته قاعدا بسدة بابه وبسدة داره مع أن قولهم سدة بابه يدل على أن السدة غير الباب " منه " (3) العتمة وقت صلاة العشاء الآخرة " منه " (4) الشرط كصرد طائفة من أعوان الولاة معروفة واحدة شرطة بالضم فالسكون وهو شرطي كتركي وشرطي كجهني سموا بذلك لأنهم اعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها " منه " (5) جمع عريف كأمراء وأمير وهو الرئيس كما تقدم " منه " (6) المناكب رؤوس العرفاء كما مر " منه "
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»