فانظروا هم لعلهم تحت الظلال (1) قد كمنوا لكم فنزعوا الأخشاب من سقف المسجد وجعلوا يخفضون بشعل النار في أيديهم وينظرون وكانت أحيانا تضيئ لهم وتارة لا تضيئ كما يريدون فدلوا القناديل وأطنان القصب تشد بالحبال ثم تجعل فيها النيران ثم تدلي حتى تنتهي إلى الأرض ففعلوا ذلك في أقصى الظلال وأدناها وأوسطها فلا يرون أحدا حتى فعل ذلك بالظلة التي فيها المنبر فلما لم يروا شيئا اعلموا ابن زياد بتفرق القوم ففتح باب السده (2) التي في المسجد ثم خرج فصعد المنبر وخرج أصحابه معه وأمرهم فجلسوا قبيل العتمة (3) وامر عمر بن نافع فنادي الا برئت الذمة من رجل من الشرط (4) أو العرفاء (5) والمناكب (6) أو المقاتلة صلى العتمة الا في المسجد فلم
(٥٧)