لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٦٤
له مسلم ان قتلتني فلقد قتل من هو شر منك من هو خير مني. فقال له ابن زياد قتلني الله ان لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الاسلام.
فقال له مسلم اما انك أحق من الحدث في الاسلام ما لم يكن وانك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة لاحد أولى بها منك. فقال ابن زياد يا عاق يا شاق خرجت على امامك وشققت عصى المسلمين وألقحت الفتنة. فقال مسلم كذبت إنما شق عصا المسلمين معاوية وابنه يزيد واما الفتنة فإنما ألقحتها أنت وأبوك زياد بن عبيد عبد بني علاج من ثقيف وانا أرجو ان يرزقني الله الشهادة على يدي شر بريته. فقال له ابن زياد منتك نفسك أمرا حال الله دونه وجعله لأهله، فقال له مسلم ومن أهله يا ابن مرجانة إذا لم نكن نحن أهله، فقال ابن زياد أهله أمير المؤمنين يزيد. فقال مسلم الحمد لله على كل حال رضينا بالله حكما بيننا وبينكم. فقال له ابن زياد أتظن ان لك في الامر شيئا فقال له مسلم والله ما هو الظن ولكنه اليقين وقال له ابن زياد ايه ابن عقيل اتيت الناس وهم جميع وأمرهم ملتئم فشتت أمرهم بينهم وفرقت كلمتهم وحملت بعضهم على بعض. قال كلا لست لذلك اتيت ولكنكم أظهرتم المنكر ودفنتم المعروف وتأمرتم على الناس بغير رضي منهم وحملتموهم على غير ما امركم الله به وعملتم فيهم باعمال كسرى وقيصر فاتيناهم لنأمر فيهم بالمعروف
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»