وكانت رويحة بنت عمرو هذا تحت هاني فقال لهم ما يمنع هاني من إتياننا ما ندري وقد قيل إنه مريض قال قد بلغني ذلك بلغني انه برئ وانه يجلس على باب داره فالقوه ومروه ان لا يدع ما عليه من حقنا فاني لا أحب ان يفسد عندي مثله من اشراف العرب فأتوه ووقفوا عشية على بابه فقالوا له ما يمنعك من لقاء الأمير فإنه قد ذكرك وقال لو اعلم أنه مريض لعدته فقال لهم المرض يمنعني فقالوا انه قد بلغه انك تجلس كل عشية على باب دارك وقد استبطأك والابطاء والجفاء لا يحتمله السلطان من مثلك لأنك سيد في قومك ونحن نقسم عليك الا ركبت معنا فدعا بثيابه فلبسها ثم دعا ببغلته فركبها حتى إذا دنى من القصر كأن نفسه أحست ببعض الذي كان فقال لحسان بن أسماء بن خارجه يا ابن الأخ انى والله لهذا الرجل لخائف فما ترى قال يا عم والله ما أتخوف عليك شيئا ولم تجعل على نفسك سبيلا ولم يكن حسان يعلم مما كان محمد بن الأشعث عالما به فجاء هاني والقوم معه حتى دخلوا على عبيد الله فلما طلع قال عبيد الله لشريح القاضي وكان جالسا عنده اتتك بخائن رجلاه تسعى * يقود النفس منها للهوان فلما دنى من ابن زياد التفت إلى شريح وأشار إلى هاني وانشد بيت عمرو بن معد يكرب الزبيري
(٤٨)