أصدق الأخبار - السيد محسن الأمين - الصفحة ٦٩
عينيه وقال والله ما هذا بالدبى وذهب ليقوم فإذا بالخيل قد أشرفت عليهم من التل فكبروا وأحاطوا بالبيوت فهرب أصحاب شمر وتركوا خيلهم وقام شمر وهو عريان مئتزر بإزار وكان أبرص وبرصه يبدو من تحت الإزار وأعجلوه عن لبس ثيابه وسلاحه فجعل يقاتلهم بالرمح ثم ألقاه واخذ السيف وجعل يقاتلهم به فلما بعد عنه أصحابه سمعوا التكبير وقائلا يقول قتل الله الخبيث وقتله عبد الرحمن بن أبي الكنود وهو الذي وجد الكتاب مع العلج ذبحه ذبحا كما ذبح الحسين عليه السلام وأوطأوا الخيل صدر شمر وظهره ثم ألقيت جثته للكلاب وباء في الدنيا قبل الآخرة بالذل وسوء العذاب وقطعوا رأسه وأرسلوه إلى المختار فأرسله المختار إلى محمد بن الحنفية بالمدينة (وقيل) جاءه من أصحاب المختار خمسون فارسا وامامهم نبطي يدلهم على الطريق وذلك في ليلة مقمرة فلما أحس بهم شمر دعا بفرسه فركبه وركب من كان معه ليهربوا فأدركهم القوم فقاتلوهم فقتل شمر وجميع من كان معه واحتزوا رؤوسهم واتوا بها أمير هم فارسها إلى المختار فنصبها المختار في رحبة الحذائين حذاء الجامع (وفي البحار عن أمالي الشيخ قدس سره) ان المختار لما طلب شمرا هرب إلى البادية فخرج إليه أبو عمرة في نفر من أصحابه فقاتلهم قتالا شديدا وأثخنته الجراحة فاخذه أبو عمرة أسيرا وبعث
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»