أصدق الأخبار - السيد محسن الأمين - الصفحة ٦٨
يطمع في فتباعدوا عنه ولحقه العبد حتى إذا انقطع عن أصحابه حمل شمر فقتله وانهزم أصحابه العشرة حتى لحق بهم الباقون ثم مضى شمر وأصحابه حتى نزلوا قرية يقال لها الكلتانية قريبا من البصرة على شاطئ نهر إلى جانب تل ثم اخذ شمر علجا من القرية ودفع إليه كتابا وقال عجل به إلى مصعب الزبير بالبصرة وكتب عنوانه للأمير مصعب من شمر بن ذي الجوشن فمضى العلج حتى دخل قرية فيها أبو عمرة صاحب المختار وكان قد أرسله المختار إلى تلك القرية في خمسمائة فارس ليكون مسلحة بينه وبين أهل البصرة فلقي ذلك العلج علجا آخر من تلك القرية فجعل يشكو إليه ما لقي من شمر فبينا هو يكلمه إذ مر به رجل من أصحاب أبي عمرة فرأي الكتاب مع العلج وعنوانه إلى مصعب من شمر فسألوا العلج عن مكان شمر فأخبرهم فإذا ليس بينه وبينهم الا ثلاثة فراسخ فاقبلوا يسيرون إليه وكان أصحاب شمر قالوا له تلك الليلة لو ارتحلت بنا من هذه القرية فانا نتخوف منها فقال كل هذا فزعا من الكذاب يعني المختار والله لا أتحول منها ثلاثة أيام ملا الله قلوبكم رعبا فبينما شمر وأصحابه نيام إذ سمع رجل من أصحابه كان بين النائم واليقظان وقع حوافر الخيل فقال في نفسه هذا صوت الدبي وهو الجراد الصغير وكان بذلك المكان دبى كثير ثم سمعه أشد من ذلك فانتبه ومسح
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»