بعد العهود والمواثيق ثم إن عمر بن سعد خرج ليلا فاتى حمامه وأخبر مولى له بما كان من أمانه وبما بلغه عن المختار فقال له مولاه وأي حدث أعظم مما صنعت تركت أهلك ورحلك واتيت إلى هنا ارجع ولا تجعل للرجل عليك سبيلا فرجع إلى منزله. وجاء الخبر إلى المختار بخروجه فقال كلا ان في عنقه سلسلة سترده (وقال) المرزباني ان ابن سعد لما بلغه قول المختار عزم على الخروج من الكوفة فاحضر رجلا من بني تيم اللات اسمه مالك وكان شجاعا فأعطاه أربعمائة دينارا وقال هذه معك لحوائجنا وخرجا فلما كانا عند حمام عمر أو نهر عبد الرحمن وقف عمر وقال أتدري لم خرجت قال لا قال خفت المختار قال هو أذل من أن يقتلك وان هربت هدم دارك وانتهب عيالك ومالك وخرب ضياعك وأنت أعز العرب فاغتر بكلامه ودخل الكوفة مع الغداة (وقيل) ان عمر نام على الناقة فرجعت به وهو لا يدري حتى ردته إلى الكوفة فأرسل عمر عند الصبح ابنه حفصا إلى المختار ليجدد له الأمان فقال له المختار أين أبوك فقال في المنزل ولم يكن عمر بن سعد وابنه حفص يجتمعان عند المختار فإذا حضر أحدهما غاب الاخر خوفا ان يجتمعا فيقتلهما فقال حفص أبي يقول أتفي لنا بالأمان قال اجلس وطلب المختار أبا عمرة كيسان فاقبل رجل قصير يتخشخش في السلاح فاسر إليه المختار
(٧٤)