ثم ان جلالة ابن دحية مما لا يخفى على من راجع كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان، و «بغية الوعاة» وغيرها.
قال الأول (1): أبو الخطاب عمر بن الحسن بن علي بن محمد بن الجميل بن فرح بن خلف بن قومس بن مزلال ابن ملال بن بدر بن دحية بن خليفة بن فروة الكلبي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الكلبي المعروف بذي النسبين الأندلسي البلنسي الحافظ، إلى أن قال: كان يذكر أن أمه أمة الرحمن بنت أبي عبد الله ابن أبي البسام موسى بن عبد الله بن الحسين بن جعفر بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، فلهذا كان يكتب بخطه ذو النسبين بين دحية والحسين رضي الله عنهما، وكان يكتب أيضا: «سبط أبي البسام» إشارة إلى ذلك وكان أبو الخطاب المذكور، من أعيان العلماء، ومشاهير الفضلاء، متقنا لعلم الحديث النبوي وما يتعلق به، عارفا بالنحو واللغة، وأيام العرب، وأشعارها، واشتغل بطلب الحديث، في أكثر بلاد الأندلس الإسلامية، ولقى بها علمائها ومشايخها، ثم رحل منها إلى برالعدوة ودخل مراكش واجتمع بفضلائها، ثم ارتحل إلى إفريقية، ومنها إلى الديار المصرية، ثم إلى الشام والشرق والعراق.
وسمع ببغداد من بعض أصحاب ابن الحصين، وسمع بواسط من أبي الفتح محمد بن أحمد ابن الميداني، ودخل إلى عراق العجم وخراسان وما والاها، ومازندران، وكل ذلك في طلب الحديث والاجتماع بأئمته والأخذ عنهم، وهو في تلك الحال يؤخذ عنه، ويستفاد منه; وسمع بأصبهان من أبي