قال: بلغني أنك لا تزال تقول: أخذ هذا الامر منا حسدا وظلما.
قال: أما قولك يا أمير المؤمنين: حسدا، فقد حسد إبليس آدم، فنحن بنو آدم المحسود. فأما قولك: فأمير المؤمنين يعلم صاحب الحق من هو.
ثم قال: يا أمير المؤمنين ألم تحتج العرب على العجم بحق رسول الله صلى الله عليه وآله واحتجت قريش على سائر العرب بحق رسول الله صلى الله عليه وآله، فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وآله من سائر قريش.
فقال له عمر: قم الان فارجع إلى منزلك (1). انتهى.
وذكر ابن الأثير هذه الرواية في الكامل (2).
أقول: أما قول عمر: ولكنه امرء فيه دعابة، ففيه: إن النبي صلى الله عليه وآله يوصف بالدعابة والمزاح، قال ابن الأثير في النهاية: وفيه أنه عليه السلام كان فيه دعابة: المزاح. ثم قال: ومنه حديث عمر وذكر عنده علي للخلافة: لولا دعابة فيه (3). انتهى.
وقال الزمخشري في الفائق: النبي صلى الله عليه وآله كانت فيه دعابة، والدعابة: كالفكاهة والمزاحة (4). انتهى.
قال الاجل الرضي رضي الله عنه في نهج البلاغة: ومن كلام له عليه السلام في ذكر عمرو بن العاص: " عجبا لابن النابغة يزعم لأهل الشام ان في دعابة، واني امرؤ تلعابة أعافس وأمارس، لقد قال باطلا ونطق اثما، وشر القول الكذب ".
وفي آخر هذا الكلام: " أما والله إني ليمنعني من اللعب ذكر الموت،