اليوم، سألته مرة أن يدعو لي بالمغفرة، فقال: أفعل، ثم قام فصلى، فلما رفع يده في الدعاء استمعت إليه فإذا هو قائل: اللهم بحق علي عندك اغفر لعلي.
فقلت: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: أو أكرم منك عليه فاستشفع به إليه " (1). انتهى.
قال ابن الحديد في الشرح بعد أن ذكر القائلين بتفضيل أمير المؤمنين صلوات الله عليه على سائر الأمة وذكر فيهم عمارا، والمقداد، وأبا ذر، وسلمان، وجابر بن عبد الله، وأبيا، وحذيفة، وبريدة، وأبا أيوب الأنصاري، وسهل بن حنيف، وعثمان بن حنيف، وأبا الهيثم بن التيهان، وخزيمة بن ثابت، وأبا الطفيل عامر بن واثلة، والعباس وبنيه وبني هاشم كافة، وبني المطلب كافة، ومن بني أمية خالد بن سعيد بن العاص، ومنهم عمر بن عبد العزيز.
قال: وأنا أذكر الخبر المروي المشهور عن عمر وهو من رواية ابن الكلبي قال: بينا عمر بن عبد العزيز جالسا في مجلسه، إذ دخل حاجبه ومعه امرأة أدماء (2) طويلة، حسنة الجسم والقامة، ورجلان متعلقان بها، ومعهم كتاب من ميمون بن مهران، فدفعوا إليه كتاب فإذا فيه.
ثم ذكر ابن أبي الحديد الكتاب بطوله، ونحن نختصره، ثم نعود إلى حكاية ألفاظ الخبر، وهو أن هذه المرأة زوجها حلف بطلاقها أن عليا صلوات الله عليه خير هذه الأمة، وأباها يزعم أن ابنته طلقت منه.
ثم قال ابن أبي الحديد: فجمع عمر بني هاشم وبني أمية وأفخاذ قريش، ثم ذكر ترافعهما عنده بحضور الجميع، فقال عمر للزوج: ما تقول هكذا حلفت؟ قال: نعم فقيل: إنه لما قال: نعم، كاد المجلس يترجج بأهله، وبنو أمية ينظرون إليه شزرا إلا أنهم لا ينطقوا بشئ، كل ينظر إلى وجه عمر،