المنتسب إلى حجة الاسلام أبي حامد لا زال طلع إفضالهما نضيدا، وبحر كمالهما بسيطا مديدا.
ولما وفدا لزيارة البيت المقدس، ووردا مناهل ذلك المقام الأقدس، وفاز الفقير بشهادة ذاتهما والاقتباس من أنوار بركاتهما، التمسا مني أن يرويا عني فأبرزت ما سبكته يد البيان من إبريز الإجازة، وسلكت من عموم الاذن لهما في حقيقة الرواية مجازه، فأجزتهما بجميع ما يجوز لي وعني روايته ما صحت نسبته إلى ودرايته من مقروء ومسموع، ومعقول ومشروع، وأصول وفروع، ومنظوم و منثور، وحديث مأثور، بشرطه المضبوط وصيغه المشروط، وذلك بعد أن قرأ الأول منهما بمسمع من الثاني حديثا أو حديثين من أول كل من الصحيحين.
وقد رويت صحيح البخاري عن أئمة أعلام منهم والدي شيخ المشايخ أعلى الله نزله في دار السلام، وهو يرويه عن طرق عديدة منها روايته بالطريق المحمدي، عن شيخه شيخ الاسلام علم حفاظ الأنام أبي المعالي كمال الدين محمد بن أبي شريف المقدسي، عن العلامة أبي الفتح محمد بن أبي بكر بن الحسين المراغي، عن العلامة أبي عبد الله محمد بن إسماعيل القزويني، عن البدر أبي عبد الله محمد بن سيف الدين فليح ابن كيكلدي العلالي، عن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن المسلم بن محمد بن مالك الحنبلي أنا الزاهد أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد، أنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي أنا محمد بن محمد بن أبي القاسم القطان أنا محمد بن محمد بن الجنيد أنا محمد بن طاهر المقدسي أنا الحافظ أبو طاهر محمد بن عبد الواحد البزاز أنا محمد ابن أحمد بن حمدان أنا محمد بن الهيثم أنا محمد بن يوسف الفربوري حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري.
ورويت صحيح مسلم عن والدي، عن والده، عن جده لامه شيخ الاسلام تقي الدين القرشندي، عن خال والده العلامة المسند شهاب الدين أحمد ابن الإمام الكبير والحافظ الشهير أبي سعيد العلائي قال: أخبرنا به العلامة شيخ الاسلام الخطيب أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمان الشافعي أنا به أبو العباس أحمد بن