2 - معاني الأخبار (1) أمالي الصدوق: العطار، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن نوح بن شعيب، عن الدهقان، عن عروة ابن أخي شعيب، عن شعيب، عن أبي بصير، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوما لأصحابه: أيكم يصوم الدهر؟ فقال سلمان رحمه الله: أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فأيكم يحيي الليل؟
قال: سلمان أنا يا رسول الله، قال: فأيكم يختم القرآن في كل يوم؟ فقال سلمان: أنا يا رسول الله.
فغضب بعض أصحابه فقال: يا رسول الله إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش قلت: أيكم يصوم الدهر، فقال أنا وهو أكثر أيامه يأكل، وقلت أيكم يحيي الليل فقال: أنا، وهو أكثر ليلته نائم، وقلت:
أيكم يختم القرآن في كل يوم فقال: أنا، وهو أكثر نهاره صامت.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: مه يا فلان أنى لك بمثل لقمان الحكيم، سله فإنه ينبئك، فقال الرجل لسلمان: يا أبا عبد الله أليس زعمت أنك تصوم الدهر؟ فقال: نعم، فقال: رأيتك في أكثر نهارك تأكل! فقال: ليس حيث تذهب إني أصوم الثلاثة في الشهر وقال الله عز وجل: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " (2) وأصل شهر شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر، فقال: أليس زعمت أنك تحيي الليل؟
فقال: نعم، فقال: أنت أكثر ليلتك نائم، فقال: ليس حيث تذهب، ولكني سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من بات على طهر فكأنما أحيا الليل كله فأنا أبيت على طهر، فقال: أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم؟ قال: نعم، قال: فإنك أكثر أيامك صامت، فقال: ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي: يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو الله أحد، فمن قرأها مرة قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان