الصلاح وغيرها: مرسلا مثله، إلا أن الصلاة على الآل عليهم السلام مذكور في الجميع في المواضع وفيها: أصبح بدل أمسى في المواضع وهو أنسب كما ذكره الكفعمي حيث قال: لفظ أمسى هنا أليق من أصبح لأنه ما كان قبل الزوال يقال فيه أصبح، وما بعده أمسى (1) انتهى وفيها (وأعوذ بدرعك الحصينة التي لا ترام أن تميتني غما أو هما أو مترديا أو هدما أو ردما أو غرقا أو حرقا أو عطشا أو شرقا أو صبرا أو قودا أو ترديا أو أكيل سبع أو في أرض غربة أو ميتة سوء، وأمتني على فراشي) إلى قوله (كأنهم بنيان مرصوص) على طاعتك وطاعة رسولك، مقبلا على عدوك غير مدبر عنه، قائما بحقك غير جاحد لآلائك، ولا معاند لأوليائك، ولا ممال لأعدائك، يا كريم إلى آخر الدعاء.
ولنوضح بعض ألفاظه: لاح بدا وظهر، والجديدان الليل والنهار، والخافقان المشرق والمغرب، واطرادهما بقاؤهما، والحاديان الليل والنهار كأنهما يحدوان بالناس ليسيروا إلى قبورهم كالذي يحدو بالإبل، وقال الكفعمي: الحاديان الذي يحدو للإبل ليلا والذي يحدو لها نهارا، والأول أظهر، ما عسعس أي أقبل أو أدبر كما مر، وما أدلهم ظلام، على وزن اقشعر أي اشتدت ظلمته، والظلام ذهاب النور وأول الليل (وما تنفس صبح) أي ظهر، وعبر عنه بالتنفس لهبوب النسيم عنده فكأنه تنفس به.
وخطيب القوم في اللغة كبيرهم الذي يخاطب السلطان ويكلمه في حوائجهم، و في النهاية الوفد هم الذين يجتمعون ويردون البلاد، واحدهم وافد، وكذلك الذين يقصدون الامراء لزيادة أو استرفاد وانتجاع وغير ذلك انتهى، والمعنى أنه صلى الله عليه وآله في القيامة يكلم عن أمته عند الله ويشفع لهم.
(المكسو حلل الأمان) قال الشيخ البهائي - ره -: المراد أمان أمته من النار، فان الله تعالى قال له: (ولسوف يعطيك ربك فترضى) (2) وهو صلى الله عليه وآله لا يرضى بدخول أحد من أمته في النار، كما ورد في الحديث، وحلل الأمان استعارة وذكر الكسوة ترشيح.