بيان: السمع مصدر بمعناه، أو بمعنى المسموع، والأول أظهر (يا من لا يغلطه السائلون) أي لا تصير كثرة أصوات السائلين في وقت واحد سببا لاشتباه الامر عليه، وعدم فهم مقاصدهم، كما في المخلوقين (برد عفوك) أي راحته ولذته.
أقول: رواه السيد أيضا في فلاح السائل عن المجالس (1).
2 - مكارم الأخلاق: عن النبي صلى الله عليه وآله أنه من دعا به عقيب كل صلاة مكتوبة حفظ في نفسه وداره وماله وولده، وهو (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أعلنت وما أسررت، وإسرافي على نفسي، وما أنت أعلم به مني، اللهم أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أجمعين، ما علمت الحياة خيرا لي فأحيني، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم إني أسئلك خشيتك في السر والعلانية، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنا، وأسئلك نعيما لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، والرضا بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، وشوقا للقائك، من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة.
اللهم زينا بزينة الايمان، واجعلنا هداة مهتدين، اللهم اهدنا فيمن هديت اللهم إني أسئلك عظيمة الرشاد، والثبات في الامر والر شد، وأسألك شكر نعمتك، و حسن عافيتك، وأداء حقك، وأسئلك يا رب قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأستغفرك لما تعلم، وأسئلك خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، فإنك تعلم ولا تعلم، وأنت علام الغيوب (2).
توضيح: روى هذا الدعاء في الكافي (3) بسنده عن أبي جعفر الثاني عليه السلام وهو مروي في أكثر كتب دعواتنا، وبطرق المخالفين في كتبهم أيضا (ما قدمت وما أخرت) لعل المراد بما قدم ما صنعه في حياته واستحق به العقاب، وبما أخر ما يترتب على أفعاله بعد موته من بدعة أحدثها يعمل بها بعد موته، أو وصية بشر وغير ذلك، أو المراد