بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٣ - الصفحة ٣
تقديم ما أمر الله بتأخيره وتأخير ما أمر بتقديمه، والاسراف تجاوز الحد في الخطاء.
(أنت المقدم) أي الأشياء بحسب الأزمنة والأمكنة، والمؤخر لها بحسبهما أو بحسب المراتب الدنيوية، فيرجعان إلى المعز والمذل أو الأخروية كما قدم الأنبياء والأوصياء أنهم أئمة وأخر غيرهم عنهم فجعلهم أتباعا لهم، ويحتمل أن يراد بهما ما يرجع إلى البداء، ولعله أنسب بالمقام (بعلمك الغيب) الباء للقسم ويحتمل السببية (خشيتك في السر والعلانية) لعل المراد بالخشية أثرها، وهو فعل الطاعة وترك المعصية، أي يظهر أثر الخشية مني في حضور الخلق وغيبتهم (في الغضب) أي عن المخلوقين (والرضا) أي عنهم، والمعنى لا يكون غضبي على أحد سببا لان لا أقول الحق فيه، ولا رضاي عن أحد سببا لان أثبت له ما ليس له، والقصد التوسط في النفقة.
(نعيما لا ينفد) أي في الآخرة أو في الدنيا أو الأعم بأن يتصل نعيم الدنيا بنعيم الآخرة، وهو أتم، ومثله قرة العين وهو ما يوجب السرور، وقيل أريد به النسل الذي لا ينقطع لقوله تعالى ﴿هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين﴾ (1) أو المحافظة على الصلوات لقوله صلى الله عليه وآله (وقرة عيني في الصلاة).
وقال في النهاية: فيه الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة، أي لا تعب فيه ولا مشقة، و كل محبوب عندهم بارد، والنظر إلى الوجه المراد به النظر بعين القلب إلى ذاته تعالى أو بعين الرأس إلى حججه عليهما السلام فإنهم وجه الله الذي يتوجه بهم إليه، ومن أراد التوجه إلى الله يتوجه إليهم، وكذا المراد بلقائه تعالى إما لقاؤهم أو لقاء ثوابه، وعلى التقديرين أريد به الشوق إلى الموت والآخرة، وقطع التعلق عن الدنيا.
وقوله: (من غير ضراء) متعلق به أي لا يكون رضاي بالموت بسبب البلايا الشديدة التي لا يمكنني الصبر عليها، فأتمنى الموت لها، (والمضرة) تأكيد للضراء، أو وصف لها لأنه لا يكون الدنيا بدون الضراء في الجملة، ولكن لا يكون ضراء لا يمكنني الصبر عليها، أو المراد بها مضرة الآخرة، وقيل متعلق بأحيني ويحتمل تعلقه بالجميع أي أعطني جميع ذلك من غير أن يكون بي ضراء شديدة.

(٣)
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * الباب الثامن والثلاثون * سائر ما يستحب عقيب كل صلاة 1
3 بيان في التردد الوارد في الخبر 8
4 الدعاء لحفظ كل ما يسمع، ومن يريد قضاء الحاجات 9
5 فيما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله لقبيصة 21
6 العلة التي من أجلها يكبر المصلي بعد التسليم ثلاثة 22
7 أدنى ما يجزيء من الدعاء بعد المكتوبة 33
8 الدعاء الذي من قرءه بعد كل فريضة يرى مولانا صاحب العصر (عج) في اليقظة أو في المنام 61
9 * الباب التاسع والثلاثون * ما يختص بتعقيب فريضة الظهر 62
10 الدعاء للمهمات عقييب صلاة الظهر والدعاء للمهدي عجل الله تعالى فرجه... 62
11 * الباب الأربعون * تعقيب العصر المختص بها 78
12 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله لرجل: لا تغضب، والاستغفار 78
13 الدعاء لمولانا المهدي (عج) بعد صلاة العصر 80
14 دعا من فاطمة عليها السلام بعد صلاة العصر 85
15 * الباب الحادي والأربعون * تعقيب صلاة المغرب 95
16 بحث حول نافلة المغرب 100
17 ثواب من بسمل وحولق في دبر كل صلاة من الفجر والمغرب سبعا 101
18 * الباب الثاني والأربعون * تعقيب صلاة العشاء 113
19 من أدعية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ومولاتنا فاطمة عليها السلام 113
20 من أدعية مولانا الصادق عليه السلام 119
21 فضيلة آية الكرسي 126
22 * الباب الثالث والأربعون * التعقيب المختص بصلاة الفجر 129
23 في قول الصادق عليه السلام: نومة الغداة مشئومة تطرد الرزق، وتصفر اللون... 130
24 معنى توبة النصوح 145
25 الدعاء ليوم حذر فيه 149
26 دعاء الكامل المعروف بدعاء الحريق، وفيه شرح 165
27 * الباب الرابع والأربعون * سجدة الشكر وفضلها وما يقرء فيها وآدابها 194
28 فيما قاله مولانا المهدي (عج) في سجدة الشكر 194
29 الأقوال في سجدة الشكر 197
30 * الباب الخامس والأربعون * الأدعية والأذكار عند الصباح والمساء... 240
31 معنى قوله تعالى: " وسبح بالعشي والابكار " 241
32 ترجمة عبد الله بن جدعان، وكان يطعم الطعام 256(ه‍)
33 دعاء العشرات 271
34 في قول الله عز اسمه: يا بن آدم اذكرني بعد الصبح ساعة وبعد العصر ساعة 297
35 حرز للإمام الصادق عليه السلام، وقصته مع المنصور لعنه الله 299
36 الحرز الكامل للإمام السجاد عليه السلام 307
37 حرز آخر لسيد الساجدين عليه السلام يقرء في كل صباح ومساء 312
38 دعاء لمولانا الحسين والصادق عليهما السلام، وفيه شرح 313
39 دعاء من فاطمة عليها السلام لدفع الحمى، ودعاء من رسول الله (ص)... 323
40 * الباب السادس والأربعون * أدعية الساعات 339
41 في أن ساعات اليوم قسم باثنتي عشرة ساعة، ونسب كلا منها إلى إمام... 339
42 من طلوع الشمس إلى ذهاب الحمرة للحسن بن علي عليهما السلام ودعاؤها 340
43 من ذهاب الشعاع إلى ارتفاع النهار للحسين عليه السلام ودعاؤها 342
44 من ارتفاع النهار إلى الزوال للسجاد عليه السلام، ودعاؤها 343
45 الساعة الخامسة للباقر عليه السلام، ودعاؤها 345
46 الساعة السادسة للصادق عليه السلام، ودعاؤها 346
47 الساعة السابعة للكاظم عليه السلام والثامنة للرضا عليه السلام ودعاؤهما 348
48 الساعة التاسعة للجواد عليه السلام ودعاؤها 350
49 الساعة العاشرة للهادي عليه السلام والحادية عشر للعسكري عليه السلام ودعاؤهما 352
50 الساعة الثانية عشر للحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ودعاؤه 354
51 في أن لله تعالى ثلاث ساعات في الليل وثلاث ساعات في النهار... 369