من أجزاء الذي كان يأتيهم والانباء التي كان ينزل بها الوحي عليهم (انتهى).
وقال بعض شراح البخاري " الرؤيا جزء من النبوة " أي في حق الأنبياء فإنهم يوحى إليهم في المنام، وقيل: الرؤيا تأتي على وفق النبوة، لا أنها جزء باق منها، وقيل: هي من الانباء، أي إنباء صدق من الله لا كذب فيه، ولا حرج في الاخذ بظاهره، فإن أجزاء النبوة لا تكون نبوة، فلا ينافي حينئذ " ذهبت (1) النبوة " ثم رؤيا الكافر قد يصدق لكن لا يكون جزء منها، إذ المراد الرؤيا الصالحة من المؤمن الصالح جزء منها.
وقال النووي في شرح صحيح المسلم: وجه الطبري اختلاف الراويات في عدد ما هو جزء منه باختلاف حال الرائي بالصلاح والفسق، وقيل: باعتبار الخفي والجلي من الرؤيا، وقيل: إن للمنامات شبها بما حصل له وميز به من النبوة بجزء من ستة وأربعين.
41 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عز وجل " لهم البشرى في الحياة الدنيا " قال: هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه (2).
بيان: روى في شرح السنة بإسناده عن عبادة بن الصامت قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى " لهم البشرى في الحياة الدنيا " قال: هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو يرى له. ولا تنافي بينه وبين ما ورد في بعض الأخبار أنها هي البشارة عند الموت، لاحتمال شمولها لهما.
42 - الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الرؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن وتحذير من الشيطان، وأضغاث أحلام (3).