" فأيهم هو " لعل هذا السؤال لزيادة الاطمئنان أو لان يخبر الناس بتعيينه صلى الله عليه وآله أيضا إياه.
" بنور الله " الباء للآلة أي بالنور الخاص الذي جعله الله في عينه وفي قلبه وهو إشارة إلى ما يظهر له بالالهام، وبتوسط روح القدس وقوله: " ويسمع بفهمه " إلى ما سمعه من آبائه عليهم السلام " فلا يجهل " أي شيئا مما تحتاج الأمة إليه " معلما " بتشديد اللام المفتوحة إيماء إلى قوله تعالى " وكلا آتينا حكما وعلما " (1) " فإذا رجعت " أي إلى المدينة " من سفرتك " أي التي تريدها أو أنت فيها هو السفر إلى مكة، وفي الكافي " سفرك " " فإذا أردت " يعني الوصية أو على بناء المجهول أي أرادك الرشيد ليأخذك " وليتطهر لك " أي ليغتسل قبل تطهيرك وفي الكافي فإنه طهر لك وهو أظهر أي تغسيله لك في حياتك طهر لك وقائم مقام غسلك من غير حاجة إلى تغسيل آخر بعد موتك ولا يصلح إلا ذلك وفي الكافي: ولا يستقيم إلا ذلك أي لا يستقيم تطهيرك إلا بهذا النحو، وذلك لان المعصوم لا يجوز أن يغسله إلا معصوم ولم يكن غير الرضا عليه السلام وهو غير شاهد إذ حضره الموت، ويرد عليه أنه ينافي ما مر من أن الرضا عليه السلام حضر غسل والده صلوات الله عليهما في بغداد، ويمكن الجواب بأن هذا كان لرفع شبهة من لم يطلع على حضوره عليه السلام أو يقال يلزم الأمران جميعا في الامام الذي يعلم أنه يموت في غير بلد ولده.
وفي الكافي بعد ذلك: " وذلك سنة قد مضت، فاضطجع بين يديه وصف إخوته خلفه وعمومته، ومره فليكبر عليك تسعا فإنه قد استقامت وصيته ووليك وأنت حي ثم أجمع له ولدك من تعدهم فأشهد عليهم وأشهد الله عز وجل عليهم وكفى بالله وكيلا قال يزيد " إلى آخره.
وصف إخوته: أي أقمهم خلفه صفا ولعل التسع تكبيرات من خصائصهم عليهم السلام كما يظهر من غيره من الاخبار أيضا، وقيل إنه عليه السلام أمره بأن يكبر أربعا