في يدي علي بن جرين وحبس جعفرا أخاه معه وكان المعتمد يسأل عليا عن أخباره في كل وقت فيخبره أنه يصوم النهار، ويصلي الليل.
فسأله يوما من الأيام عن خبره فأخبره بمثل ذلك، فقال له: امض الساعة إليه واقرئه مني السلام، وقل له: انصرف إلى منزلك مصاحبا قال علي بن جرين فجئت إلى باب الحبس فوجدت حمارا مسرجا فدخلت عليه فوجدته جالسا وقد لبس خفه وطيلسانه وشاشته فلما رآني نهض فأديت إليه الرسالة فركب.
فلما استوى على الحمار وقف فقلت له: ما وقوفك يا سيدي؟ فقال لي:
حتى يجئ جعفر، فقلت: إنما أمرني باطلاقك دونه، فقال لي: ترجع إليه فتقول له: خرجنا من دار واحدة جميعا فإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك ما لاخفاء به عليك فمضى وعاد، فقال له: يقول لك: قد أطلقت جعفرا لك لأني حبسته بجنايته على نفسه وعليك، وما يتكلم به، وخلى سبيله فصار معه إلى داره. (1) وذكر الصيمري أيضا عن المحمودي قال: رأيت خط أبي محمد عليه السلام لما خرج من حبس المعتمد: " يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ". (2) وذكر نصر بن علي الجهضمي وهو من ثقات المخالفين في مواليد الأئمة عليهم السلام: ومن الدلائل ما جاء عن الحسن بن علي العسكري عند ولادة م ح م د ابن الحسن: زعمت الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل، كيف رأوا قدرة القادر وسماه المؤمل (3).
12 - البرسي: في المشارق عن الحسن بن حمدان، عن أبي الحسن الكرخي قال: كان أبي بزازا في الكرخ، فجهزني بقماش إلى سر من رأى، فلما دخلت