والمازني وابن شاهين والسدي وأبو بكر البيهقي ومالك وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وعبد الملك بن عمير ومسعر بن كدام وداود بن علي بن عبد الله بن عباس وأبو حاتم الرازي بأسانيدهم عن أنس وابن عباس وأم أيمن، ورواه ابن بطة في الإبانة من طريقين، والخطيب وأبو بكر في تاريخ بغداد من سبعة طرق، وقد صنف أحمد بن محمد بن سعيد كتاب الطير، وقال القاضي أحمد: قد صح عندي حديث الطير (2)، وقال أبو عبد الله البصري: إن طريقة أبي عبد الله الجبائي في تصحيح الاخبار يقتضي القول بصحة هذا الخبر لايراده يوم الشورى فلم ينكر، قال الشيخ: قد استدل به أمير المؤمنين (عليه السلام) على فضله في قصة شورى بمحضر من أهلها، فما كان فيهم إلا من عرفه وأقر به، والعلم بذلك كالعلم بالشورى نفسها، فصار متواترا، وليس في الأمة على اختلافها من دفع هذا الخبر. وحدثني أبو العزيز كادش العكبري عن أبي طالب الحربي العشاري عن ابن شاهين الواعظ في كتابه (ما قرب سنده) قال: حدثني نصر بن أبي القاسم الفرائضي، قال: محمد بن عيسى الجوهري (3)، قال: قال نعيم بن سالم بن قنبر، قال: قال أنس بن مالك، الخبر، وقد أخرجه علي بن إبراهيم في كتاب قرب الإسناد، وقد رواه خمسة وثلاثون رجلا من الصحابة عن أنس وعشرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد صح أن الله تعالى والنبي يحبانه، وما صح ذلك لغيره، فيجب الاقتداء به، ومن عزى (4) خبر الطائر إليه قصر الإمامة عليه، ومجمع الحديث أن أنسا تعصب بعصابة فسئل عنها فقال: هذه دعوة علي، قيل: وكيف ذلك؟ قال: أهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) طائر مشوي فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي (عليه السلام) فقلت له: رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنك مشغول - وأحببت أن يكون رجلا من قومي - فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثانيا فجاء علي (عليه السلام) فقلت: رسول الله عنك مشغول، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثالثا فجاء علي (عليه السلام) فقلت: رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنك مشغول، فرفع علي صوته وقال: وما يشغل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عني؟ وسمعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا أنس من هذا؟ قلت: علي
(٣٥٢)