حيث مات عبد المطلب وجعله في حجره، وهذا يطابق أقواله (1) (عليه السلام): (لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة سبع سنين) وقوله: (كنت أسمع الصوت وأبصر الضوء سنين سبعا) ورسول الله (صلى الله عليه وآله) حينئذ صامت ما اذن له في الانذار والتبليغ، وذلك لأنه إذا كان عمره يوم إظهار الدعوة ثلاث عشرة سنة وتسليمه إلى رسول الله من أبيه وهو ابن ست فقد صح أنه كان يعبد الله قبل الناس بأجمعهم سبع سنين، وابن ست تصح منه العبادة إذا كان ذا تمييز، على أن عبادة مثله هي التعظيم والاجلال وخشوع القلب واستخذاء الجوارح (2) إذا شاهد شيئا من جلال الله سبحانه وآياته الباهرة، ومثل هذا موجود في الصبيان (3).
وقال في شرح قوله صلوات الله عليه: (إني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الايمان والهجرة) فإن قيل: كيف قال: وسبقت إلى الايمان وقد قال من الناس: إن أبا بكر سبق؟ وقد قال قوم: إن زيد بن حارثة سبقه؟ والجواب أن أكثر أهل الحديث وأكثر المحققين من أهل السيرة رووا أنه (عليه السلام) أول من أسلم، ونحن نذكر كلام أبي عمر يوسف بن عبد البر (4) في كتابه المعروف بالاستيعاب، قال أبو عمر في ترجمة علي (عليه السلام):
المروي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم: أن عليا (عليه السلام) أول من أسلم، وفضله هؤلاء على غيره، قال أبو عمر: وقال ابن إسحاق: أول من آمن بالله وبمحمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب، وهو قول ابن شهاب، إلا أنه قال: من الرجال بعد خديجة. وقال أبو عمر: حدثنا أحمد بن محمد، قال:
أخبرنا (5) أحمد بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن جرير، قال: أخبرنا علي بن عبد الله الدهقان، قال: أخبرنا محمد بن صالح، عن السماك بن الحرب، عن عكرمة، عن ابن عباس