أنه لا نبي بعدي، وأنت تؤدي ديني وتقاتل على سنتي، وأنت في الآخرة أقرب الناس مني، وأنك غدا على الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين، وأنت أول من يرد علي الحوض وأنت أول داخل الجنة من أمتي، وأن شيعتك على منابر من نور رواء مرويون مبيضة وجوههم حولي، أشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني، وأن عدوك غدا ظماء مظمؤون مسودة وجوههم مفحمون (2)، حربك حربي وسلمك سلمي، وسرك سري وعلانيتك علانيتي، وسريرة صدرك كسريرة صدري، وأنت باب علمي، وأن ولدك ولدي ولحمك لحمي، ودمك دمي، وأن الحق معك والحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وإن الله عز وجل أمرني أن أبشرك أنك وعترتك في الجنة وأن عدوك في النار، لا يرد علي الحوض مبغض لك ولا يغيب عنه محب لك، قال: قال علي (عليه السلام): فخررت لله سبحانه وتعالى ساجدا، وحمدته على ما أنعم به علي من الاسلام والقرآن، وحببني إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين.
ومنه قال: بلغ عمر بن عبد العزيز أن قوما تنقصوا علي بن أبي طالب (2)، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله) وذكر عليا وفضله وسابقته، ثم قال:
حدثني عراك بن مالك الغفاري عن أم سلمة قالت: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندي إذ أتاه جبرئيل فناداه (3)، فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضاحكا، فلما سري عنه (4) قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما أضحكك؟ فقال: أخبرني جبرئيل أنه مر بعلي (عليه السلام) وهو يرعى ذودا له وهو نائم قد أبدى بعض جسده، قال: فرددت عليه ثوبه فوجدت برد إيمانه قد وصل إلى قلبي.
ومنه عن فخر خوارزم أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري عن رجاله قال: جاء رجلان إلى عمر فقالا له: ما ترى في طلاق الأمة؟ فقام إلى حلقة فيها رجل أصلع، فقال: ما ترى