ابن أبي طالب عليه السلام فشالها ورفعها ثم قال: اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، فقام إليه أعرابي من أوسط الناس فقال: يا رسول الله دعوتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أنك رسول الله فصدقنا (1)، وأمرتنا بالصلاة فصلينا، وبالصيام فصمنا، وبالجهاد فجاهدنا، وبالزكاة فأدينا، قال (2): ولم يقنعك إلا أن أخذت بيد هذا الغلام على رؤوس الاشهاد فقلت: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا عن الله أم عنك؟ قال صلى الله عليه وآله: هذا عن الله لا عني، قال: الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عنك؟ قال: الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عني، وأعاد ثالثا، فقام الاعرابي مسرعا إلى بعيره وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم واقع، قال: فما استتم الاعرابي الكلمات حتى نزلت عليه نار من السماء فأحرقته، وأنزل الله في عقب ذلك " سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج " (3).
61 - تفسير فرات بن إبراهيم: جعفر بن محمد بن بشرويه القطان، معنعنا عن الأوزاعي، عن صعصعة بن صوحان والأحنف بن قيس قالا جميعا: سمعنا عن ابن عباس يقول: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله إذ دخل علينا عمرو بن الحارث الفهري قال: يا أحمد أمرتنا بالصلاة والزكاة أفمنك كان هذا أم من ربك يا محمد؟ قال: الفريضة من ربي وأداء الرسالة مني، حتى أقول ما أديت إليكم إلا ما أمرني ربي، قال: فأمرتنا بحب علي بن أبي طالب عليه السلام زعمت أنه منك كهارون من موسى وشيعته على نوق غر محجلة، يرفلون في عرصة القيامة حتى يأتوا الكوثر فيشربوا وجميع هذه الأمة يكونون زمرة في عرصة القيامة، أهذا سبق من السماء (4) أم كان منك يا محمد؟ قال: بلى سبق من السماء ثم كان مني، لقد خلقنا الله نورا تحت العرش، فقال عمرو بن الحارث، الآن علمت أنك ساحر كذاب، يا محمد