يا رب إن قومي حديثو عهد بجاهلية، ثم مضى بحجه، فلما أقبل راجعا ونزل بغدير خم أنزل الله عليه " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك " الآية، فأخذ بعضد علي عليه السلام ثم خرج إلى الناس فقال: أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا:
بلى يا رسول الله، قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأعن من أعانه واخذل من خذله، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، قال ابن عباس: فوجبت والله في رقاب القوم. وقال حسان بن ثابت: " يناديهم يوم الغدير نبيهم " إلى آخر الأبيات.
وعن ابن هارون العبدي قال: كنت أرى رأي الخوارج لا رأي لي غيره، حتى جلست إلي أبي سعيد الخدري فسمعته يقول: أمر الناس بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة، فقال له رجل: يا أبا سعيد ما هذه الأربع التي عملوا بها؟ قال: الصلاة والزكاة والحج والصوم صوم شهر رمضان، قال: فما الواحدة التي تركوها؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: وإنها مفترضة معهن؟ قال: نعم، قال: فقد كفر الناس، قال: فما ذنبي.
وعن عبد الله (1) قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك " في علي " وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " قوله تعالى: " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " الآية عن أبي سعيد حديث غدير خم، ورفعه بيد علي عليه السلام فنزلت، وقال النبي صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام (2).
65 - أقول: قال الشيخ يحيى بن بطريق في كتاب المستدرك: روى الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام بإسناده يرفعه إلى الحجاف عن الأعمش عن عطية قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله في علي بن أبي طالب عليه السلام " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك " وبإسناده يرفعه إلى قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا الناس إلى علي في