بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٥١
يمكن أن يكون المراد بالأهل الأحقاء بالإمامة.
ولا يخفى على المتأمل أن ما مهد عليه السلام أولا بقوله: " إن أحق الناس أقواهم " يشعر بإن عدم صحة رجوع الشاهد واختيار الغائب، إنما هو في صورة الاتفاق على الأحق دون غيره، فتأمل.
قوله عليه السلام: " رجلا ادعى ": كمن ادعى الخلافة. " وآخر منع ": كمن لا يطيع الإمام أو يمنع حقوق الله.
" وخير عواقب الأمور ": عاقبة كل شئ آخره. والتقوى خير ما ختم به العمل في الدنيا أو عاقبتها خير العواقب.
وقوله عليه السلام: " هذا العلم " بكسر العين أو بالتحريك كما في بعض النسخ، فعلى الأول:
المعنى أنه لا يعلم وجوب قتال أهل القبلة وموقعه وشرائطه.
وعلى الثاني: إشارة إلى حرب أهل القبلة والقيام به. ويحتمل على بعد أن يراد به الإمامة المشار إليها بقوله: " أحق الناس بهذا الأمر " فيكون إشارة إلى بطلان خلافة غير أهل البصر والصبر والعلم بمواقع الحق.
قال ابن أبي الحديد: وذلك لأن المسلمين عظم عندهم حرب أهل القبلة وأكبروه، ومن أقدم منهم عليه أقدم مع خوف وحذر. قال الشافعي: لولا علي عليه السلام لما علم شئ من أحكام أهل البغي.
قوله عليه السلام: " فإن لنا " قال ابن ميثم: أي إن لنا مع كل أمر تنكرونه تغييرا: أي قوة على التغيير، إن لم يكن في ذلك الأمر مصلحة في نفس الأمر، فلا تتسرعوا إلى إنكار أمر نفعله حتى تسألوا عن فائدته، فإنه يمكن أن يكون إنكاركم لعدم علمكم بوجهه.
[و] قال ابن أبي الحديد: أي لست كعثمان أصبر على ارتكاب ما أنهى
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395