بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٦٢
وتعذروا، فإنهم لن يخرجوكم من هدى ولن يدعوكم إلى ردى، ولا تسبقوهم بالتقدم فيصرعكم البلاء وتشمت بكم الأعداء.
قال [الرجل]: فما يكون بعد ذلك يا أمير المؤمنين؟
قال: يفرج الله البلاء برجل من أهل بيتي كانفراج الأديم من بيته، ثم يرفعون إلى من يسومهم خسفا ويسقيهم بكأس مصبرة، لا يعطيهم ولا يقبل منهم إلا السيف هرجا هرجا، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، حتى تود قريش بالدنيا وما فيها أن يروني في مقام واحد، فأعطيهم وآخذ منهم بعض ما قد منعوني وأقبل عنهم بعض ما يرد عليهم حتى يقولوا: ما هذا من قريش، لو كان هذا من قريش ومن ولد فاطمة لرحمنا. ويغريه الله ببني أمية فجعلهم [الله] " ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ".
أما بعد فإنه لابد من رحى تطحن ضلالة، فإذا طحنت قامت على قطبها، ألا وإن لطحنها روقا، وإن روقها حدها وعلى الله فلها (1). ألا وإني وأبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغارا وأعلمهم كبارا، معنا راية الحق والهدى، من سبقها مرق، ومن خذلها محق ومن لزمها لحق. وفي رواية أخرى:
ومن لزمها سبق -.
إنا أهل بيت من علم الله علمنا ومن حكم الله الصادق قيلنا، ومن قول الصادق سمعنا، فإن تتبعونا تهتدوا ببصائرنا، وإن تتولوا عنا يعذبكم الله بأيدينا أو بما شاء.
نحن أفق الإسلام بنا يلحق المبطئ وإلينا يرجع التائب.

(١) وقريبا منه رويناه مسندا، عن مصدر آخر في صدر المختار: (٨٠) من القسم الثاني من باب خطب نهج السعادة: ج ٣ ص ٢٩٨.
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395