بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٤٦
بالفتح: أي لهتافه بكم وهو الصياح.
والرائد: الذي يتقدم القوم يبصر لهم الكلاء ومساقط الغيث، وفي المثل:
" لا يكذب الرائد أهله ". ولعل المراد بالرائد: نفسه عليه السلام: أي وظيفتي وشأني الصدق فيما أخبركم به مما تردون عليه من الأمور المستقبلة في الدنيا والآخرة، كما أن وظيفتكم الاستماع وإحضار القلب.
والشمل ما تشتت من الأمر والمراد به الأفكار والعزائم: أي يجب علي التوجه إلى نصحكم وتذكيركم بقلب فارغ عن الوساوس والشواغل، وإقبال تام على هدايتكم.
ويحتمل أن يراد بالشمل من تفرق من القوم في فيافي الضلالة.
والفاعل في [قوله] " فلق " هو الرائد.
وقيل: المراد بالرائد: الفكر، لكونه مبعوثا من قبل النفس في طلب مرعاها وماء حياتها من العلوم وسائر الكمالات، فكنى به عنه وأهله هو النفس، فكأنه عليه السلام قال: فلتصدق أفكاركم ومتخيلاتكم نفوسكم، وصدقها إياها تصرفها على حسب إشارة العقل بلا مشاركة الهوى.
أو المراد بالرائد: أشخاص من حضر عنده، فإن كلا منهم له أهل وقبيلة يرجع إليهم، فأمرهم أن يصدقهم بتبليغ ما سمع على الوجه الذي ينبغي والنصيحة والدعوة إليه.
وقوله [عليه السلام:] " وليجمع شمله ": أي ما تفرق وتشعب من خواطره في أمور الدنيا ومهماتها. " وليحضر ذهنه ": أي يوجهه إلى ما أقول.
انتهى.
والفلق: الشق. والخرزة - بالتحريك -: الجوهر. " وقرفه قرف الصمغة ":
أي قشره كما تقشر الصمغة من عود الشجرة وتقلع، لأنها إذا قلعت لم يبق لها
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395