عنه، بل أغير كلما ينكره المسلمون ويقتضي الحال والشرع تغييره. انتهى.
ويمكن أن يكون المعنى أن لنا مع كل أمر تنكرونه تغييرا: أي ما يغير إنكاركم ويمنعكم عنه من البراهين الساطعة أو الأعم منها، ومن السيوف القاطعة إن لم تنفعكم البراهين.
وفي ذكر إغضاب الدنيا توبيخ لأهلها بالرغبة في شئ لا يراعي حقهم كما قال عليه السلام: " رغبتك في زاهد فيك ذل نفس ". وغرور الدنيا بتزيين الزخارف لأهلها وإغفالهم عن الفناء وتحذيرها بما أراهم من الفناء وفراق الأحبة ونحو ذلك. والدار التي دعوا إليها هي الجنة.
قوله عليه السلام: " ولا يخنن أحدكم ": الخنين بالخاء المعجمة: ضرب من البكاء دون الانتحاب. وأصله خروج الصوت من الأنف كالحنين من الفم.
ويروى بالمهملة أيضا، وإضافته إلى الأمة، لأن الإماء كثيرا ما يبكين ويسمع الحنين منهن، والحرة تأنف من البكاء والحنين.
وزواه عنه: صرفه وقبضه. وفي بعض النسخ: " ما زوي عنه ": أي عن أحدكم ولعله أظهر. والصبر على الطاعة: حبس النفس عليها كقوله تعالى:
(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم) [28 / الكهف: 18]، أو عدم الجزع من شدتها أو من البلايا إطاعة لله، وعلى أي حال هو من الشكر الموجب للمزيد فيه بطلب تمام النعمة. و " من " في قوله: " من كتابه " بيان ل " ما ".
والقائمة: واحدة قوائم الدواب. وقائمة السيف: مقبضه. ولعل المراد بقائمة الدين. أصوله وما يقرب منها، ويحتمل أن تكون الإضافة بيانية، فإن الدين بمنزلة القائمة لأمور الدنيا والآخرة.
1001 - نهج: [و] من خطبة له عليه السلام