بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٧٢
النشر. والمنون: الدهر والمنية أي نشر إليه نوائب الدهر وأسباب المنية وقوله عليه السلام: " والله لقد علم الله " اقتباس من قوله تعالى: * (قد يعلم الله المعوقين منكم) * قال الطبرسي رحمه الله هم الذين [كانوا] يعوقون غيرهم عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وآله والتعويق: التثبيط " والقائلين لإخوانهم " يعني اليهود قالوا لإخوانهم المنافقين " هلم إلينا " أي تعالوا وأقبلوا إلينا ودعوا محمدا صلى الله عليه وآله. وقيل: القائلون هم المنافقون قالوا لإخوانهم من ضعفة المسلمين: لا تحاربوا وخلوا محمدا صلى الله عليه وآله فإنا نخاف عليكم الهلاك. " ولا يأتون البأس " أي لا يحضرون القتال. والبأس: الحرب وأصله الشدة " إلا قليلا " إلا كارهين يكون قلوبهم مع المشركين.
ولعل الغرض من الاقتباس أنه سبحانه عاب المعوقين والقائلين فالمتراخي مقصر على تقدير وجوب الحضور كما زعمته.
ويحتمل أن يكون غرضه واقعا تعويقه عن نصره عليه السلام وإن أوهم ظاهره نصر عثمان.
وقال الجوهري: نقمت على الرجل أنقم بالكسر إذا عتبت عليه.
وقال ابن ميثم في قوله عليه السلام " فرب ملوم لا ذنب له " وأنا ذلك الملوم وهو مثل لاكثم بن صيفي يضرب لمن قد ظهر للناس منه أمر أنكروه عليه وهم لا يعرفون حجته وعذره فيه وقوله: " وقد يستفيد " الخ يضرب مثلا لمن يبالغ في النصيحة حتى يتهم أنه غاش وصدر البيت:
وكم سقت في آثاركم من نصيحة وقال في الصحاح والقاموس: المتنصح من تشبه بالنصحاء وهذا المعنى وإن كان محتملا في كلامه عليه السلام على وجه بعيد لكن الظاهر أنه ليس غرضا للشاعر والظاهر ما ذكره الخليل في العين حيث قال: التنصح: كثرة النصيحة قال: أكثم بن صيفي إياكم وكثرة التنصح فإنه يورث التهمة انتهى " والظنة:
التهمة.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533