هذا زاهدا فيما أنتم فيه راغبون. (1) وروي عن عبد الله بن موهب عن بعض أشياخه أن مسجد الرملة لما حفر أساسه في دهر معاوية بن أبي سفيان انتهى بهم الحفر إلى صخرة فقلعوها فإذا تحتها شاب دهين الرأس موفر الشعر قائم مستقبل القبلة فكلموه فلم يكلمهم فكتب بذلك إلى معاوية قال: فخرجنا بالكتاب في خمسة فأتينا معاوية فأخبرناه بذلك ورفعنا إليه الكتاب فأمر أن ترد الصخرة على حاله كما كان.
وحدثهم غير واحد أنه لما أجرى معاوية بن أبي سفيان القناة التي في أحد أمر بقبور الشهداء فنبشت فضرب رجل بمعوله فأصاب إبهام حمزة رضوان الله عليه فبجس الدم من إبهامه فأخرج رطبا ينثني وأخرج عبد الله بن عمرو بن حزام وعمرو بن الجموح وكانا قتلا يوم أحد وهم رطاب ينثنون بعد أربعين سنة فدفنا في قبر واحد وكان عمرو بن الجموح أعرج.
فقال أبو سعيد الخدري أنه لشئ لا آمر بعده بمعروف ولا أنهى عن منكر.
542 - 543 - كتاب الغارات لإبراهيم الثقفي قال: بلغنا أن معاوية قال لهيثم بن الأسود وكان عثمانيا وكانت امرأته علوية الرأي تحب عليا وتكتب بأخبار معاوية في أعنة الخيل فتدفعها بعسكره [عليه السلام] في صفين فقال معاوية: يا هيثم أهل العراق كانوا أنصح لعلي أم أهل الشام لي قال: أهل العراق قبل أن يضربوا بالبلاء كانوا أنصح لصاحبهم من أهل الشام. قال: ولم ذلك؟ قال: لان القوم ناصحوا عليا عليه السلام على الدين وناصحك أهل الشام على الدنيا وأهل الدين أصبروهم أهل بصيرة ونصر وأهل الدنيا أهل يأس وطمع ثم والله ما لبث أهل العراق أن نبذوا الدين وراء ظهورهم ونظروا إلى الدنيا [التي] في يدك فما أصابها منهم إلا الذي لحق