بمنظر ومسمع منه بعث فيهم رسولا منهم لم يكن يتلو من قبله كتابا ولا يخطه بيمينه إذا لارتاب المبطلون فعليه السلام من رسول كان بالمؤمنين رحيما، أما بعد فإنا كنا نوضع في رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله مرشدين منارا للهدى ومعلما للدين سلفا لخلف مهتدين وخلفا لسلف مهتدين أهل دين لا دنيا وأهل الآخرة كل الخير فيهم أهل بيوتات وشرف ليسوا بناكثين ولا قاسطين (1) فلم تك رغبة من رغب عنهم وعن صحبتهم إلا لمرارة الحق حيث جرعوها ولو عورته حيث سلكوها غلبت عليهم دنيا مؤثرة وهوى متبع وكان أمر الله قدرا مقدورا. [وقد فارق الاسلام قبلنا جبلة بن الأيهم فرارا من الضيم وأنفا من الذلة] فلا تفخر يا معاوية أن قد شددنا إليك الرحال وأوضعنا نحوك الركاب فتعلم وتنكر. ثم أجلسه معاوية على سريره ودعا له بمقطعات وبرود يضعها عليه ثم أقبل عليه بوجهه يحدثه حتى قام فلما قام خرج طارق فأقبل عليه عمرو بن مرة وعمرو بن صيفي يلومانه في خطبته إياه وفيما عرض لمعاوية فقال طارق لهما: والله ما قمت حتى كان بطن الأرض أحب إلي من ظهرها عند إظهار ما أظهر من البغي والعيب والنقص لأصحاب محمد صلى الله عليه وآله ولمن هو خير منه في العاجلة والاجلة ولقد قمت مقاما عنده أوجب الله علي فيه أن لا أقول إلا حقا فبلغ عليا مقالة طارق فقال: لو قتل أخو بني نهد لقتل شهيدا.
وزعم بعض الناس أن طارق بن عبد الله رجع إلى علي عليه السلام ومعه النجاشي.
538 - 541 - كنز الفوائد للكراجكي [عن] محمد بن علي بن طالب