بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٢٧٨
بك.
قال معاوية: فما منع الأشعث بن قيس أن يطلب ما قبلنا؟ قال: أكرم نفسه أن يكون رأسا في العار وذنبا في الطمع.
قال: هل كانت امرأتك تكتب بالاخبار إلى علي عليه السلام في أعنة الخيل فتباع؟ قال: نعم.
وعن محارب بن ساعدة الأيادي قال: كنت عند معاوية وعنده أهل الشام ليس فيهم غيرهم إذ قال: يا أهل الشام قد عرفتم حبي لكم وسيرتي فيكم وقد بلغكم صنيع علي بالعراق وتسويته بين الشريف وبين من لا يعرف قدره فقال رجل منهم: لا يهذ الله ركنك ولا يعدمك ولدك ولا يرينا فقدك قال فما تقولون في أبي تراب؟ فقال رجل منهم ما أراد ومعاوية ساكت وعنده عمرو بن العاص ومروان بن الحكم فتذاكرا عليا عليه السلام بغير الحق.
فوثب رجل من آخر المجلس من أهل الكوفة دخل مع القوم فقال: يا معاوية تسأل أقواما في طغيانهم يعمهون واختاروا الدنيا على الآخرة والله لو سألتهم عن السنة ما أقاموها فكيف يعرفون عليا وفضله أقبل علي أخبرك ثم لا تقدر أن تنكر أنت ولا من عن يمينك يعني عمرا هو والله الرفيع جاره الطويل عماده دمر الله به الفساد وبار به الشرك ووضع به الشيطان وأولياءه وضعضع به الجور وأظهر به العدل ونطق زعيم الدين وأطاب المورد وأضحى الداجي وانتصر به المظلوم وهدم به بنيان النفاق وانتقم به من الظالمين وأعز به المسلمين كريح رحمة أثارت سحابا متفرقا بعضها إلى بعض حتى التحم واستحكم فاستغلظ فاستوى ثم تجاوبت نواتقه وتلالات بوارقه واسترعد خرير مائه فأسقى وأروى عطشانه وتداعت جنانه واستقلت به أركانه واستكثرت وابله ودام رزازه وتتابع مهطوله فرويت البلاد واخضرت وأزهرت. ذلك علي بن أبي طالب سيد العرب إمام الأمة وأفضلها وأعلمها وأجملها وأحكمها أوضح للناس سيرة الهدى بعد السعي في الردى وهو والله إذا اشتبهت الأمور وهاب الجسور واحمرت الحدق وانبعث القلق وأبرقت البواتر استربط عند ذلك جأشه وعرف بأسه ولاذ به الجبان الهلوع فنفس كربته وحمى حمايته مستغن برأيه عن مشورة ذوي الألباب برأي صليب وحلم أريب مجيب للصواب مصيب.
فأسكت القوم جميعا وأمر معاوية بإخراجه فأخرج وهو يقول: قد جاء الحق وزهق
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533