النجاشي الشاعر شرب الخمر في شهر رمضان فحده أمير المؤمنين أقامه في سراويل فضربه ثمانين ثم زاده عشرين سوطا وقال: هذا لجرأتك على ربك وإفطارك في شهر رمضان فغضب ولحق بمعاوية.
فدخل طارق بن عبد الله على أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين ما كنا نرى أن أهل المعصية والطاعة وأهل الفرقة والجماعة عند ولاة العدل ومعادن الفضل سيان في الجزاء حتى رأيت ما كان من صنيعك بأخي الحارث فأوغرت صدورنا وشتت أمورنا وحملتنا على الجادة التي كنا نرى أن سبيل من ركبها النار فقال علي عليه السلام * (وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) * [45 / البقرة: 2]. يا أخا بني نهد فهل هو إلا رجل من المسلمين انتهك حرمة من حرم الله فأقمنا عليه حدا كان كفارته إن الله تعالى يقول في كتابه: * (ولا يجر منكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) * [8 / المائدة: 5]. فخرج طارق ولقيه الأشتر فقال له: أنت القائل لأمير المؤمنين أوغرت صدورنا وشتت أمورنا؟ قال طارق: أنا قائلها. قال الأشتر:
والله ما ذلك كما قلت وإن صدورنا له لسامعة وإن أمورنا له لجامعة قال فغضب طارق وقال: ستعلم يا أشتر أنه غير ما قلت. فلما جنه الليل همس (1) هو والنجاشي وذهبا إلى معاوية فلما دخلا عليه نظر معاوية إلى طارق وقال: مرحبا بالمورق غصنه [والمعرق أصله، المسود غير المسود] (2) من رجل كانت منه هفوة ونبوة باتباعه صاحب الفتنة ورأس الضلالة إلى آخر ما قال لعنه الله.
فقال طارق: يا معاوية إن المحمود على كل حال رب علا فوق عباده فهم