ليقضي الله أمرا كان مفعولا.
فصاح زيد بن كثير المرادي وقال: يا أمير المؤمنين تقول بالأمس وأنت تجهز إلى معاوية وتحرضنا على قتاله ويحتكم إليك الرجلان في الفعل فتعجل عليك أحدهما في الكلام فتجعل رأسه رأس الكلب فيستجير بك فترده بشرا سويا!! ونقول لك: ما بال هذه القدرة لا تبلغ معاوية فتكفينا شره فتقول لنا: وفالق الحبة وبارئ النسمة لو شئت أن أضرب برجلي هذه القصيرة صدر معاوية فأقلبه على أم رأسه لفعلت فما بالك لا تفعل؟ ما تريد إلا أن تضعف نفوسنا فنشك فيك فندخل النار.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام لأفعلن ذلك ولأعجلنه على ابن هند. فمد رجله على منبره فخرجت عن أبواب المسجد وردها إلى فخذه وقال: معاشر الناس أقيموا تاريخ الوقت وأعلموه فقد ضربت برجلي هذه الساعة صدر معاوية فقلبته عن سريره على أم رأسه فظن أنه قد أحيط به فصاح يا أمير المؤمنين فأين النظرة فرددت رجلي عنه وتوقع الناس ورود الخبر من الشام وعلموا أن أمير المؤمنين لا يقول إلا حقا. فوردت الاخبار والكتب بتاريخ تلك الساعة بعينها من ذلك اليوم بعينه أن رجلا جاءت من ناحية الكوفة ممدودة متصلة فدخلت من إيوان معاوية والناس ينظرون حتى ضربت صدره فقلبته عن سريره على أم رأسه فصاح: يا أمير المؤمنين وأين النظرة؟
وردت تلك الرجل عنه وعلم الناس ما قال أمير المؤمنين عليه السلام حقا.
بيان: قال الفيروزآبادي: أغضى: أدنى الجفون. وعلى الشئ:
سكت.
547 - بشارة المصطفى: الحسن بن الحسين بن بابويه عن عمه محمد بن الحسن عن