464 - نهج البلاغة: ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين:
أما قولكم: كل ذلك كراهية الموت فوالله ما أبالي دخلت إلى الموت أو خرج الموت إلي.
وأما قولكم: شكا في أهل الشام فوالله ما دفعت الحرب يوما إلا وأنا أطمع أن تلحق بي طائفة فتهتدي بي وتعشوا إلى ضوئي وذلك أحب إلي من أن أقتلها على ضلالها وإن كانت تبوء بآثامها.
توضيح: استبطأه أي عده بطيئا وزعم أن المصلحة في التعجيل.
روى ابن ميثم أنه عليه السلام لما ملك الماء بصفين وسمح بأهل الشام في المشاركة كما سبق مكث أياما لا يرسل إلى معاوية أحدا ولا يأتيه من عنده أحد قال له أهل العراق: يا أمير المؤمنين خلفنا نساءنا وذرارينا بالكوفة وجئنا إلى أطراف الشام لنتخذها وطنا فأذن لنا في القتال فإن الناس يظنون أنك تكره الحرب كراهية الموت ومنهم من يظن أنك في شك من قتال أهل الشام!!
فأجابهم عليه السلام بذلك.
و " كل " مرفوع و " كراهيته " منصوب في أكثر النسخ وروي " كل ذلك " بالنصب وهو مفعول فعل مقدر أي تفعل كل ذلك و " كراهية " منصوب بأنه مفعول لأجله. ومن رواه بالرفع أجاز في " كراهية " الرفع والنصب أما الرفع فبالخبرية وأما النصب فلكونه مفعولا له للخبر المحذوف.
وعشى النار وإليها عشوا وعشوا: رآها ليلا من بعيد ببصر ضعيف فقصدها