علي عليه السلام فأخبره بما جرى فقال عليه السلام: هل هي غير راية أو رايتين أو نبذ من الناس؟ قال: لا. قال: فدعهم فظن عليه السلام أنهم قليلون فما راعه إلا نداء الناس من كل ناحية: لا حكم إلا لله الحكم لله يا علي لا لك لا نرضى بأن نحكم الرجال في دين الله إن الله قد أمضى حكمه في معاوية وأصحابه أن يقتلوا أو يدخلوا تحت حكمنا عليهم وقد كنا زللنا حين رضينا بالحكمين وقد بان لنا زللنا وخطأنا فرجعنا إلى الله وتبنا فارجع أنت يا علي كما رجعنا وتب إلى الله كما تبنا وإلا برأنا منك.
فقال عليه السلام: ويحكم أبعد الرضا والميثاق والعهد نرجع؟ أليس الله تعالى قد قال: * (أوفوا بالعقود) * [1 / المائدة] وقال: * (أوفوا بعهد الله إذا عاهدتهم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) * [91 / النحل] فأبى أن يرجع وأبت الخوارج إلا تضليل التحكيم والطعن فيه فبرؤا من علي وبرئ منهم علي.
456 - وعن عمر بن سعد بإسناده قال: أتى سليمان بن صرد عليا أمير المؤمنين عليه السلام بعد كتاب الصحيفة ووجهه مضروب بالسيف فلما نظر إليه علي عليه السلام قال: * (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) * وأنت ممن ينتظر وممن لم يبدل فقال: يا أمير المؤمنين أما لو وجدت أعوانا ما كتبت هذه الصحيفة أبدا أما والله لقد مشيت في الناس ليعودوا إلى أمرهم الأول فما وجدت أحدا عنده خيرا إلا قليلا.
وقال محرز بن حويش (1) فقال: يا أمير المؤمنين عليه السلام أما إلى الرجوع عن هذا الكتاب سبيل فوالله إني لأخاف أن يورث ذلا. فقال عليه السلام: أبعد أن كتبناه ننقضه، إن هذا لا يحل.