بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٥٦٧
للسيوف عن الهام، والتووا في أطراف الرماح فإنه أمور للأسنة، وغضوا الابصار فإنه أربط للجأش وأسكن للقلوب وأميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل وأولى بالوقار ورأيتكم فلا تميلوها ولا تخلوها ولا تجعلوها إلا في أيدي شجعانكم فإن المانعين للذمار الصابرين على نزول الحقائق [هم] أهل الحفاظ الذين يحفون براياتهم و يكتنفونها.
رحم الله امرءا منكم آسا أخاه بنفسه ولم يكل قرنه إلى أخيه فيجمع عليه قرنه وقرن أخيه فتكتسب بذلك لائمة ويأتي به دناءة فلا تعرضوا لمقت الله ولا تفروا من الموت فإن الله تعالى يقول: * (قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا) * [86 / الأحزاب: 33] وأيم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلمون من سيف الآجلة، فاستعينوا بالصبر والصلاة والصدق في النية فإن الله تعالى بعد الصبر ينزل النصر.
بيان: في رواية ابن أبي الحديد: " في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ثم أخبركم بالذي يحب فقال: إن الله يحب " وفيه " إلا بأيدي شجعانكم المانعي الذمار والصبر عند نزول الحقائق أهل الحفاظ الذين يحفون برايتكم ويكتنفونها يضربون خلفها وأمامها، وهلا أجزأ كل امرئ منكم قرنه واسى أخاه " (1) إلي قوله: " ويأتي دنائة أني هذا وكيف يكون هذا [و] هذا يقاتل اثنين وهذا ممسك يده قد خلى قرنه على أخيه هاربا منه أو قائما ينظر إليه من يفعل هذا يمقته الله فلا تعرضوا لمقت الله فإنما مردكم إلى الله قال الله تعالى لقوم عابهم: * (لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا) * إلى قوله: * (استعينوا بالصدق والصبر فإنه بعد الصبر ينزل النصر) *.
وسيأتي شرحه في رواية السيد رضي الله عنه.

(1) كذا في طبع الكمباني من كتاب البحار، والكلام رواه نصر بن مزاحم في الجزء (4) من كتاب صفين ص 235 مصر، وفي ط بيروت: ج 2 ص 216 ولا توجد فيهما، لفظه: " هيلا ".
(٥٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447