للسيوف عن الهام، والتووا في أطراف الرماح فإنه أمور للأسنة، وغضوا الابصار فإنه أربط للجأش وأسكن للقلوب وأميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل وأولى بالوقار ورأيتكم فلا تميلوها ولا تخلوها ولا تجعلوها إلا في أيدي شجعانكم فإن المانعين للذمار الصابرين على نزول الحقائق [هم] أهل الحفاظ الذين يحفون براياتهم و يكتنفونها.
رحم الله امرءا منكم آسا أخاه بنفسه ولم يكل قرنه إلى أخيه فيجمع عليه قرنه وقرن أخيه فتكتسب بذلك لائمة ويأتي به دناءة فلا تعرضوا لمقت الله ولا تفروا من الموت فإن الله تعالى يقول: * (قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا) * [86 / الأحزاب: 33] وأيم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلمون من سيف الآجلة، فاستعينوا بالصبر والصلاة والصدق في النية فإن الله تعالى بعد الصبر ينزل النصر.
بيان: في رواية ابن أبي الحديد: " في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ثم أخبركم بالذي يحب فقال: إن الله يحب " وفيه " إلا بأيدي شجعانكم المانعي الذمار والصبر عند نزول الحقائق أهل الحفاظ الذين يحفون برايتكم ويكتنفونها يضربون خلفها وأمامها، وهلا أجزأ كل امرئ منكم قرنه واسى أخاه " (1) إلي قوله: " ويأتي دنائة أني هذا وكيف يكون هذا [و] هذا يقاتل اثنين وهذا ممسك يده قد خلى قرنه على أخيه هاربا منه أو قائما ينظر إليه من يفعل هذا يمقته الله فلا تعرضوا لمقت الله فإنما مردكم إلى الله قال الله تعالى لقوم عابهم: * (لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا) * إلى قوله: * (استعينوا بالصدق والصبر فإنه بعد الصبر ينزل النصر) *.
وسيأتي شرحه في رواية السيد رضي الله عنه.