بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٦١٧
فأجابه أصحابه فقالوا: يا أمير المؤمنين انهض [بنا] إلى القوم إذا شئت فوالله ما نبغي بك بدلا نموت معك ونحيا معك فقال لهم مجيبا لهم:
والذي نفسي بيده لنظر إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا أضرب قدامه بسيفي فقال: " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي " ثم قال لي: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وحياتك يا علي وموتك معي " فوالله ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي ولا نسيت ما عهد إلي إني إذا لنسئ وإني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه صلى الله عليه وآله فبينها لي وإني لعلى الطريق الواضح ألقطه لقطا.
ثم نهض إلى القوم يوم الخميس فاقتتلوا من حين طلعت الشمس حتى غاب الشفق ما كانت صلاة القوم يومئذ إلا تكبيرا عند مواقيت الصلاة فقتل علي عليه السلام يومئذ بيده خمس مائة وستة نفر من جماعة القوم فأصبح أهل الشام ينادون يا علي اتق الله في البقية ورفعوا المصاحف على أطراف القنا.
بيان: وموتك معي أي بعد الموت معي وأنا حاضر عندك ونصري وتأييدي معك في حياتك وبعد موتك أو حياتك كحياتي وموتك كموتي.
[قوله (عليه السلام)] " الفظه لفظا " أي أقول هذا الكلام جهرا ولا أبايى أن أبينه للناس. وقال الجوهري: القنا جمع قناة وهي الرمح ويجمع على قنوات. وقني على فعول وقناء.
483 - تفسير علي بن إبراهيم: هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: حدثني رجل من ولد عدي بن حاتم عن أبيه عن جده عدي بن حاتم وكان مع علي صلوات الله عليه في حروبه أن عليا عليه السلام قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته يسمع أصحابه: لأقتلن معاوية وأصحابه ثم قال في آخر قوله: " إنشاء الله " يخفض به صوته وكنت منه قريبا فقلت: يا أمير المؤمنين إنك حلفت على ما قلت ثم استثنيت فما أردت بذلك؟ فقال: إن الحرب خدعة وأنا عند أصحابي صدوق فأردت أن أطمع أصحابي في قولي كي لا يفشلوا ولا يفروا فافهم فإنك تنتفع بها بعد إنشاء الله تعالى.

483 - رواه علي بن إبراهيم قدس الله نفسه.
(٦١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 609 610 611 612 613 614 615 616 617 618 619 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447