الصالحين وأثابه ثواب الشهداء والصديقين يقوم يول لقينا أهل الشام:
أيها المؤمنون إنه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ ومن أنكره بلسانه فقد آجر وهو أفضل من صاحبه ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونور في قلبه اليقين.
بيان:
قوله عليه السلام: فقد سلم وبرئ أي من العذاب المترتب على فعل المنكر والرضا به لأنه خرج بمجرد ذلك عن العهدة.
وقال ابن ميثم: إنما خصصه بالسلامة والبراءة من العذاب لأنه لم يحمل إثما وإنما لم يذكر له أجرا - وإن كان كل واجب يثاب عليه - لان غاية إنكار المنكر دفعه والانكار بالقلب ليس له في الظاهر تأثير في دفع المنكر فكأنه لم يفعل ما يستحق به أجرا انتهى وفيه ما فيه.
481 - كتاب سليم بن قيس عن أبان بن أبي عياش عنه قال: سألت عبد الله بن عباس هل شهدت صفين؟. قال: نعم قلت: هل شهدت يوم الهرير؟
قال: نعم قلت: كم كان أتى عليك من السن؟ قال: أربعون سنة. قلت: فحدثني رحمك الله. قال: نعم مهما نسيت من شئ من الأشياء فلا أنسى هذا الحديث ثم بكى وقال:
صفوا وصففنا فخرج مالك الأشتر على فرس أدهم وسلاحه معلق على فرسه وبيده الرمح وهو يقرع به رؤوسنا ويقول: أقيموا صفوفكم فلما كتب الكتائب وأقام الصفوف أقبل على فرسه حتى قام بين الصفين فولى أهل الشام ظهره وأقبل علينا بوجهه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: