بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٦٠٩
الصالحين وأثابه ثواب الشهداء والصديقين يقوم يول لقينا أهل الشام:
أيها المؤمنون إنه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ ومن أنكره بلسانه فقد آجر وهو أفضل من صاحبه ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونور في قلبه اليقين.
بيان:
قوله عليه السلام: فقد سلم وبرئ أي من العذاب المترتب على فعل المنكر والرضا به لأنه خرج بمجرد ذلك عن العهدة.
وقال ابن ميثم: إنما خصصه بالسلامة والبراءة من العذاب لأنه لم يحمل إثما وإنما لم يذكر له أجرا - وإن كان كل واجب يثاب عليه - لان غاية إنكار المنكر دفعه والانكار بالقلب ليس له في الظاهر تأثير في دفع المنكر فكأنه لم يفعل ما يستحق به أجرا انتهى وفيه ما فيه.
481 - كتاب سليم بن قيس عن أبان بن أبي عياش عنه قال: سألت عبد الله بن عباس هل شهدت صفين؟. قال: نعم قلت: هل شهدت يوم الهرير؟
قال: نعم قلت: كم كان أتى عليك من السن؟ قال: أربعون سنة. قلت: فحدثني رحمك الله. قال: نعم مهما نسيت من شئ من الأشياء فلا أنسى هذا الحديث ثم بكى وقال:
صفوا وصففنا فخرج مالك الأشتر على فرس أدهم وسلاحه معلق على فرسه وبيده الرمح وهو يقرع به رؤوسنا ويقول: أقيموا صفوفكم فلما كتب الكتائب وأقام الصفوف أقبل على فرسه حتى قام بين الصفين فولى أهل الشام ظهره وأقبل علينا بوجهه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال:

356 - رواه سليم بن قيس الهلالي رحمه الله في كتابه ص 191، ط النجف.
(٦٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 604 605 606 607 608 609 610 611 612 613 614 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447