بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٦٠٢
ألا فاستشعروا الخشية وتجلببوا السكينة وادرعوا الصبر وغضوا الأصوات وقلقلوا الأسياف في الأغماد قبل السلة وانظروا الشزر واطعنوا الوجر وكافحوا بالظبي وصلوا السيوف بالخطى والنبال بالرماح وعاودا الكر واستحيوا من الفر فإنه عار في الأعقاب ونار يوم الحساب وطيبوا عن أنفسكم نفسا وامشوا إلى الموت مشية سجحا فإنكم بعين الله عز وجل ومع أخي رسول الله صلى الله عليه وآله.
وعليكم بهذا السرادق الأدلم والرواق المظلم فاضربوا ثبجه فإن الشيطان راقد في كسره نافج حضنيه مفترش ذراعيه قد قدم للوثبة يدا وأخر للنكوص رجلا فصمدا صمدا حتى ينجلي لكم عمود الحق وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ها أنا شاد فشدوا بسم الله حم لا ينصرون.
ثم حمل عليهم أمير المؤمنين عليه السلام وعلى ذريته حملته وتبعه خويلة لم يبلغ المائة فارس فأجالهم فيها جولان الرحى المسرحة بثقالها فارتفعت عجاجة منعتني النظر ثم انجلت فأثبت النظر فلم نر إلا رأسا نادرا ويدا طايحة فما كان بأسرع أن ولوا مدبرين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة فإذا أمير المؤمنين عليه السلام قد أقبل وسيفه ينظف ووجهه كشقة القمر وهو يقول:
قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لعلهم ينتهون.
قال عكرمة: وكان ابن عباس رضي الله عنه يحدث قال أمر رسول الله صلى الله عليه وآله عليا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وقال: يا علي إنك لمقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.
بيان: قال في القاموس: نخع لي بحقي - كمنع -: أقر. والذبيحة: جاوز منتهى الذبح فأصاب نخاعها. وفلان الود والنصيحة: أخلصهما له. وأنخع الأسماء: أذلها وأقهرها. ونخع العود كفرح: جرى فيه الماء. وقال: الخانع: المريب الفاجر. وقد خنع كمنع. والخنعة: الفجرة والريبة. وكصبور: الغادر الذي يحيد عنك. وبالضم: الخضوع و الذل. والخنع: التجميش واللين.
(٦٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 597 598 599 600 601 602 603 604 605 606 607 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447