وصاح فتى من أهل الكوفة ويلكم يا أهل الشام أما تستحيون لقد علمكم ابن عاص كشف الأستاه في الحروب؟! وأنشد:
أفي كل يوم فارس ذو كريهة * له عورة وسط العجاجة بادية يكف بها عنه علي سنانه * ويضحك منه في الخلاء معاوية فقولا لعمرو وابن أرطأة أبصرا * سبيلكما لا تلقيا الليث ثانية فلا تحمدا إلا الحيا وخصاكما * هما كانتا والله للنفس واقية فلولاهما لم تنجوا من سنانه * وتلك بما فيها من العود ثانية وكان بسر يضحك من عمرو فعاد عمرو يضحك منه!!
وتحامى أهل الشام عليا فخافوه خوفا شديدا.
وكان لعثمان مولى اسمه أحمر فخرج يطلب البراز فخرج إليه كيسان مولى علي عليه السلام فحمل عليه فقتله فقال علي عليه السلام: قتلني الله إن لم أقتلك ثم حمل عليه فاستقبله بالسيف فاتقى علي عليه السلام ضربته بالحجفة ثم قبض ثوبه واقتلعه من سرجه وضرب به الأرض فكسر منكبيه وعضديه ودنا منه أهل الشام فما زاده قربهم إسراعا فقال له ابنه الحسن عليه السلام:
ما ضرك لو سعيت حتى تنتهي إلى أصحابك فقال: يا بني إن لأبيك يوما لم يعدوه ولا به تبطئ عنه السعي ولا يعجل به إليه المشي وإن أباك والله لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه (1) وكان لمعاوية عبد اسمه حريث وكان فارسا بطلا فحذره معاوية من التعرض لعلي فخرج وتنكر له فقال عمرو بن العاص لحريث: لا يفوتك هذا الفارس وعرف عمرو أنه علي عليه السلام فحمل حريث فداخله علي وضربه ضربة أطار بها قحف رأسه فسقط قتيلا واغتم معاوية عليه غما شديدا وقال لعمرو: أنت قتلت حريثا وغررته.