454 - وروى أبو إسحاق الشيباني أنه قيل لعلي عليه السلام - حين أراد أن يكتب الكتاب بينه وبين معاوية وأهل الشام -: أتقر أنهم مؤمنون مسلمون؟
فقال علي عليه السلام: ما أقر لمعاوية ولا لأصحابه أنهم مؤمنون ولا مسلمون ولكن يكتب معاوية ما شاء ويقر بما شاء لنفسه ولأصحابه ويسمي نفسه بما شاء وأصحابه.
فكتبوا: هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان قاضى علي بن أبي طالب على أهل العراق ومن كان معه من شيعته من المؤمنين والمسلمين وقاضي معاوية بن أبي سفيان على أهل الشام ومن كان معه من شيعته من المؤمنين والمسلمين أنا ننزل عند حكم الله وكتابه (1) ولا يجمع بيننا إلا إياه وأن كتاب الله سبحانه بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحيي ما أحيا القرآن ونميت ما أمات القرآن فإن وجد الحكمان أن ذلك في كتاب الله اتبعناه وإن لم يجداه أخذا بالسنة العادلة غير المفرقة والحكمان عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص.
وقد أخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين أنهما آمنان على أنفسهما وأموالهما وأهلهما والأمة لهما أنصار وعلى الذي يقضيان عليه وعلى المؤمنين والمسلمين من الطائفتين عهد الله أن يعملوا بما يقضيان عليه مما وافق الكتاب والسنة وأن الامن والموادعة ووضع السلاح متفق عليه بين الطائفتين إلى أن يقع الحكم.
وعلى كل واحد من الحكمين عهد الله ليحكمن بين الأمة بالحق لا بالهوى.
وأجل الموادعة سنة كاملة فإن أحب الحكمان أن يعجلا الحكم عجلاه وإن توفي أحدهما فلأمير شيعته أن يختار معه رجلا لا يألوا الحق والعدل وإن توفي أحد الأميرين كان نصب غيره إلى أصحابه ممن يرتضون أمره ويحمدون