إني لا أقول ذلك. قالا: فمن لا يشهد أن عثمان قتل مظلوما فنحن براء منه ثم قاما فانصرفا.
فقال علي عليه السلام: " إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم ان تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون " [80 - 81 / النمل].
ثم أقبل على أصحابه فقال: لا يكن هؤلاء في ضلالتهم بأولى بالجد منكم في حقكم وطاعة إمامكم. ثم مكث الناس متوادعين إلى انسلاخ المحرم.
فلما انسلخ [شهر المحرم] واستقبل الناس صفرا من سنة سبع وثلاثين [من هجرة النبي] بعث علي عليه السلام نفرا من أصحابه حتى إذا كانوا من عسكر معاوية حيث يسمعونهم الصوت قام يزيد بن الحارث فنادى عند غروب الشمس يا أهل الشام إن أمير المؤمنين عليا عليه السلام وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يقولون لكم: إنا والله لم نكف عنكم شكا في أمركم ولا بقيا عليكم (1): وإنما كففنا عنكم لخروج المحرم وقد انسلخ وإنا قد نبذنا إليكم على سواء فإن الله لا يحب الخائنين.
قال: فسار الناس إلى رؤسائهم وأمرائهم.
395 - قال نصر: وأما رواية عمرو بن شمر عن جابر عن أبي الزبير أن نداء ابن مرثد الخثعمي كانت صورته: يا أهل الشام ألا إن أمير المؤمنين عليه السلام يقول لكم: إني قد استأنيت بكم لتراجعوا الحق وتنيبوا إليه واحتججت عليكم بكتاب الله ودعوتكم إليه فلم تتناهوا عن طغيان ولم تجيبوا إلى حق فإني قد