فقال له علي عليه السلام: ومن أنت لا أم لك والولاية والعزل والدخول في هذا الامر اسكت فإنك لست هناك ولا بأهل لذاك فقام حبيب بن مسلمة وقال: والله لتريني حيث تكره فقال له علي عليه السلام: وما أنت ولو أجلبت بخيلك ورجلك اذهب فصوب وصعد ما بدا لك فلا أبقى الله عليك إن أبقيت.
فقال شرحبيل بن السمط: إن كلمتك فلعمري ما كلامي لك إلا نحو كلام صاحبي فهل عندك جواب غير الذي أجبته؟ قال: نعم. قال: فقله.
فحمد الله علي عليه السلام وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد فإن الله سبحانه بعث محمدا صلى الله عليه وآله فأنقذ به من الضلالة ونعش به من الهلكة وجمع به بعد الفرقة ثم قبضه الله إليه وقد أدى ما عليه فاستخلف الناس أبا بكر ثم استخلف أبو بكر عمر فأحسنا السيرة وعدلا في الأمة وقد وجدنا عليهما أن توليا الامر درننا ونحن آل الرسول وأحق بالامر فغفرنا ذلك لهما.
ثم ولي أمر الناس عثمان فعمل بأشياء عابها الناس عليه فسار إليه ناس فقتلوه ثم أتاني الناس وأنا معتزل أمرهم فقالوا لي: بايع فأبيت عليهم فقالوا لي: بايع فإن الأمة لن ترضى إلا بك وإنا نخاف إن لم تفعل أن يفترق الناس فبايعتهم فلم يرعني إلا شقاق رجلين قد بايعاني وخلاف معاوية إياي الذي لم يجعل الله له سابقة في الدين ولا سلف صدق في الاسلام طليق ابن طليق وحزب من الأحزاب لم يزل لله ولرسوله عدوا هو وأبوه حتى دخلا في الاسلام كارهين مكرهين فيا عجبا لكم ولانقيادكم له وتدعون آل نبيكم الذي لا ينبغي لكم شقاقهم ولا خلافهم ولا أن تعدلوا بهم أحدا من الناس إني أدعوكم إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم وإماتة الباطل وإحياء معالم الدين أقول قولي هذا وأستغفر الله لنا ولكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة.
فقال له شرحبيل ومعن بن يزيد: أتشهد أن عثمان قتل مظلوما؟ فقال لهما: